عنوان الفتوى : ما يصح وما لا يصح من الأحاديث في نسبة الرب تبارك وتعالى
ما مدى صحة حديث: لكل شيء نسبة، ونسبة الله: قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الحديث بهذا اللفظ ضعفه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة: 7ـ 174ـ وقال: إن لكل شيء نسبة، وإن نسبة الله عز وجل: قل هو الله أحد الله الصمد ـ ضعيف جداً، رواه السلفي في الثاني عشر من المشيخة البغدادية: 49ـ 1ـ عن عثمان بن عبد الرحمن: حدثنا الوازع ـ يعني: ابن نافع ـ عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً، قلت: وهذا إسناد واه جداً، الوازع بن نافع متروك، كما قال النسائي وغيره..... اهـ>
وقد جاء في هذا المعنى ما في الحديث عن أبي بن كعب: أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله: قل هو الله أحد الله الصمد ـ فالصمد الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، ولا شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث، ولم يكن له كفوا أحد ـ قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء. رواه الترمذي والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أخرج البيهقي في كتاب الأسماء والصفات بسند حسن عن ابن عباس: أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبد! فأنزل الله عز وجل: قل هو الله أحد.. إلى آخرها، فقال: هذه صفة ربي عز وجل. اهـ.
وفي النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام لمحمد بن علي بن محمد الفقيه الكرجي المعروف بالقصاب المتوفى: 360 ـ سورة الإخلاص: هذه السورة نسبة الرب تبارك وتعالى، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد؛ انسب لنا ربك، فأنزل الله تبارك وتعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ـ1 ـ اللَّهُ الصَّمَدُ ـ 2ـ إلى آخر السورة، فهو أحد لا ثاني، وصمد لا يأكل، ولا حاجة له به إليه. اهـ.
والله أعلم.