عنوان الفتوى : مدى جواز العمل بقول القائلين بطهارة الكحول
أود أن أطرح مشكلتي مع الوسواس القهري، وأتمنى بعد الله أجد الحل لديكم: بداية أنا فتاة كنت أستخدم مستحضرات التجميل والتنظيف بجميع أنواعها وأشكالها، ومرة من المرات بالصدفة قرأت لديكم في مركز الفتوى أن هذه المستحضرات إذا كانت تحتوي على كحول مسكر فهي نجسة كالخمر؛ فأصبت بإحباط، وذهبت للبحث في الإنترنت عن هذه المسألة، وتبين لي أنها مسألة خلافية بين العلماء، وهي: طهارة الخمر أم نجاسته. فتكافأت الأقوال والأدلة لديّ، ولم أعلم أي القول أتبع! فأخذت بالأحوط وهو النجاسة خروجًا من الخلاف، واستغنيت عن المستحضرات التي تحتوي على كحول مسكر، واستمررت على ذلك شهرًا، ولكني شعرت بالحرج؛ لأن بعض الكحول الموجود في مستحضراتي تضاربت الأقوال حولها؛ فمنهم من يقول مسكر، ومنهم لا، غير أن جميع المستحضرات التي لدي، والتي في الأسواق أيضًا من مكوناتها (عطر)، وقرأت مرة أن أحد الإخوة قام بالاتصال على شركتين من الشركات المصنعة للمستحضرات، وسألهم عن مكون (عطر) هل يحتوي على كحول مسكر أم لا؟ فأجابوه بأن المستحضر لا يوجد به كحول مسكر، ولكن مكون (عطر) العطر هذا به كحول مسكر. وانظروا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالسؤال يتمحور حول إباحة العمل بقول القائلين بطهارة الكحول، ولعل أهم نقطة وردت فيه هي قولك: (وقرأت أقوال العلماء هذه المرة بتمعن أكثر؛ فاطمأن قلبي للقول الذي ينص على طهارته).
فلذلك سنبني الإجابة عليها، ونقول: إن السائلة لا تخلو من احتمالين:
1- أن تكون من أهل النظر في الأدلة والترجيح بينها؛ فحينئذ يتعين عليها الأخذ بما ترجح لديها بحسب الدليل.
2- أن تكون عامية؛ والواجب عليها حينئذ أن تقلد من تثق بعلمه وورعه من أهل العلم، وتراجع الفتوى رقم: 169801.
وعلى هذا؛ فما دامت السائلة اطلعت على أقوال العلماء في المسألة، واطمأن قلبها للقول بطهارة الكحول، وقلدت القائلين به إن كانت من أهل التقليد، أو ترجح لديها هذا القول إن كانت من أهل الترجيح -فلا شيء عليها في العمل به، بل إن هذا هو موقفها الصحيح، ولا يعد هذا من تتبع الرخص المذموم؛ لأن المذموم من ذلك هو الترخص برخص العلماء لمجرد الأهواء من غير مراعاة دليل، ولا رجحان.
وننصحها بطرح الوساوس جانبًا، والإعراض عنها بالكلية؛ فإنها شر عظيم، ولا علاج لها أنفع من ذلك، ولتراجع الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.