عنوان الفتوى : فضل الدعاء بين الأذان والإقامة
بارك الله فيكم. قرأت حديثا في صحيح الترغيب والترهيب أن الدعاء مستجاب عند إقامة الصلاة، فأين يكون موضعه هل أدعو والمؤذن يقيم أم بعد إقامته وقبل التكبير للصلاة مع الإمام أم ماذا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي وقفنا عليه في صحيح الترغيب والترهيب بلفظ: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد. رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وزاد: فادعوا. انتهى. وقال عنه الشيخ الألباني: صحيح لغيره.
ووقت هذا الدعاء شامل لما بين الأذان والإقامة, فيمكن للشخص أن يكثر من الدعاء بعد الأذان مباشرة حتى تقام الفريضة, جاء في نيل الأوطار للشوكاني: الحديث يدل على قبول مطلق الدعاء بين الأذان والإقامة، وهو مقيد بما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم؛ كما في الأحاديث الصحيحة. انتهى
وفي فيض القدير للمناوي عند شرح هذا الحديث: قال ابن القيم: هذا مشروط بما إذا كان للداعي نفس فعالة وهمة مؤثرة فيكون حينئذ من أقوى الأسباب في دفع النوازل والمكاره وحصول المآرب والمطالب، لكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعف في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون كالقوس الرخو فإن السهم يخرج منه بضعف، وإما لحصول مانع من الإجابة كأكل حرام وظلم ورين ذنوب واستيلاء غفلة وسهو ولهو فيبطل قوته أو يضعفها انتهى
والله أعلم.