عنوان الفتوى : الاعتقاد بأن المصيبة سببها الحسد

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يوجد دلالات في حياة الانسان من أن وقوع حوادث معينة مثل انكسار جهاز كهربائي أو اشتعال حريق مفاجئ مثلا ، يكون بسبب حسد ؟ هل هذا اعتقاد صحيح؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله

أولا:

تأثير الحسد : أمر ثابت شرعا ، لكنه لا يخرج عن مشيئة الله تعالى وإذنه.

قال الله تعالى:  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ   الفلق /1 -5 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

" ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) والحاسد: هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود ، فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده .

ويدخل في الحاسد : العائن، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس " انتهى. "تفسير السعدي" (ص 937).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( العَيْنُ حَقٌّ ) رواه البخاري (5740) ومسلم (2187).

والإصابة بعين الحاسد ، وإن كانت أمرا غيبيا لا يمكن مشاهدتها؛ إلّا أنه إذا قامت قرائن معقولة على حدوثها -وليس لمجرد وسوسة ومبالغة فيها إلى حد الغلو-، جاز للمسلم أن يجعلها سببا لتلك المصيبة ويرقي منها.

عن أَسْمَاءَ بِنْت عُمَيْسٍ قَالَتْ:  " يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ، أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ  " رواه الترمذي (2059) وقال: "وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ".

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (20954) ورقم (135795).

والله أعلم .