عنوان الفتوى : التحذير من تتبع شبهات أهل الضلال
أنا صاحب الفتوى رقم: 2548190، وقد طلبتم مني توضيح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أُرسل إليك بخصوص سؤالك ( 2548190 ) بطلب أن تبعث سؤالًا واحدًا لا أكثر، فقمت بإعادة كتابة السؤال نفسه وزدت عليه! فنعيد إليك الطلب بالالتزام بما طلب منك.
وأمر آخر: وهو أن اختصاص مركز الفتوى هو في إسعاف السائلين بالعلم الشرعي، فيما يحتاجون إليه، وأما تلقف شبهات الملاحدة وغيرهم، وتتبعها والجواب عنها، فليس من اختصاص الموقع.
ونوصيك بالاشتغال بطلب العلم بمنهجية صحيحة، وأن تحترس من مغبة تتبع الشبهات وتفقرها؛ فإن ذلك قد يودي بإيمان العبد، فالحذر الحذر، والمؤمن ينأى بنفسه عن سماع شبهات أهل الأهواء إلا لضرورة؛ فإن القلوب ضعيفة، ورب شبهة يسمعها الرجل فلا يملك إخراجها عن قلبه، فيهلك بها، وقد كان أئمة السلف مع سعة علمهم وعظيم ديانتهم، يعرضون عن سماع الشبهات، قال معمر -في جامعه-: كنت عند ابن طاووس وعنده ابن له، إذ أتاه رجل يقال له: صالح. يتكلم في القدر، فتكلم بشيء، فتنبه، فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه، وقال لابنه: أدخل أصابعك في أذنيك واشدد، فلا تسمع من قوله شيئًا، فإن القلب ضعيف. اهـ. وقال الإمام الذهبي في تعليقه على مثل هذا الأثر: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة. اهـ.
والله أعلم.