عنوان الفتوى : تعظيم شعائر الله من علامات التقوى
قرأت موضوعاً لأحد الكتاب الذين يهدفون إلى تشويه صورة الإسلام وقد جاء في هذا الموضوع بأن شعائر الحج ما هي إلا صورة من صور الوثنية وأن الطواف بالكعبة وتقبيل الحجر الأسود هو بمثابة تقديس وعبادة الأصنام؟ فكيف يمكن الرد على من يفتري بمثل هذه الفرية,,,, أفيدونا جزاكم الله خيراً....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحج من أركان الإسلام الخمسة، وله مكانة عظيمة في الإسلام، والطعن في شيء من شعائره طعن في الإسلام، وردة عن الدين وتهجم عليه، وتطاول على الله تعالى الذي شرعه، وعلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم الذي علم شعائره، فقد حج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس حجة الوداع، وفعل هذه الأفعال من طواف بالبيت، وتقبيل للحجر الأسود وغير ذلك من الشعائر، وقال للناس: لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه. أخرجه أحمد عن جابر.
وكيف يقال إن هذه الشعائر نوع من الوثنية وقد جاء الإسلام لمحاربة الوثنية وإبطالها، وقضى النبي صلى الله عليه وسلم عمره كله في الدعوة لنبذ الوثنية، والبعد عن الشرك بالله سبحانه؟!!
ولذلك اشتدت نفرة الصحابة الذي رباهم النبي صلى الله عليه وسلم تحت عينه من كل أشكال الوثنية، فهذا عمر رضي الله عنه يقبل الحجر الأسود ويخاطبه: لقد علمت أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. رواه البخاري وأحمد مختصراً.
فالأمر عندهم تسليم لأمر الله، واتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الشعائر جعلها الله تعالى من علامات الإيمان والتقوى لمن عظمها: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
وهي إحياء لذكرى إبراهيم عليه السلام، واتباع لملته التي أمرنا باتباعها، وإبراهيم عليه السلام كان أبا الأنبياء، وسيد الموحدين، فنسأل الله السلامة من الفتن، وراجع الفتوى رقم:
4406.
والله أعلم.