عنوان الفتوى : حكم عملية التجميل للأنف الكبير
يا شيخ: أسئلك في عملية التجميل للأنف الكبير، حيث تزوجت من رجل وخلعته لسوء تصرفاته وقلة دينه وجهله، والحمد لله على ذلك، وسابقا انتقد أنفي وشبهني بامرأة كبيرة في السن ذات أنف كبير، وامتدح لي زوجة أخيه بأن أنفها طويل، وعندما خلعته تزوج من أخرى ونشر بين الناس أن أنفها طويل، وكأنه حدد الأنف ليخبر الناس بعيبي، وأجد بعض المعاناة من شر هذا الرجل السيئ، ومن كلام الناس وانتقادهم لأنفي أيضا، وانشغلت بنفسي فأصبحت كسيرة الفؤاد محطمة أخجل منه، ولا أود أن أخرج للناس، وأشغلت والدتي وأصبتها بالهم حتى عزمت لي على عملية تجميلية، وأرى فتواكم فيها أنها لا تجوز إن كانت للتحسين وزيادة الجمال، ووالدتي تخبرني بأن المقصود من فتواكم ما كان عن تشوه، وأن ما بي من تشوه، وأنا أرى أنها خلقة الله فحسب، وأن علي أن أرضى بها حتما لكن نفسي تعذبني مما أسمع ويقال، فأصبحت حزينة محطمة خجلة منشغلة به، وتخشى علي والدتي لو تزوجت مرة أخرى أن زوجي ربما سينتقدني ويتركني لأنفي ويقول كما قال ذلك السيئ، فهي ترى أن سبب تصرفاته السيئة معي ربما كانت بسبب أنفي، وأخشى من إصرار والدتي علي بالعملية ونهايتي عند الله تكون جهنم وأطرد من جنته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج همك، وينفس كربك، ويرزقك طمأنينة النفس وهدوء البال، والأمر على ما ذكرنا من التفصيل فيما يتعلق بحكم إجراء العمليات التجميلية، وأنه يجوز فيما كان مشوها للخلقة، ولا يجوز فيما ليس كذلك، وهو مذكور في الفتوى رقم: 17718.
فإن لم يكن حالك يقتضي الترخيص في ذلك وإجراء العملية فاصبري، ولا يجوز لك طاعة أمك في معصية الله، واحرصي على مدافعة أي خاطر وهاجس يريد الشيطان أن ينكد به حياتك، ويدخل عليك الأحزان، ونوصيك بالإكثار من ذكره سبحانه، فهو القائل: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
واجتهدي في الدعاء، وخاصة أدعية تفريج الهم وكشف الكرب، وقد ضمنا بعضها الفتوى رقم: 70670.
وإذا تمادى هذا الرجل في الإساءة إليك فهدديه برفع الأمر إلى الجهات المسؤولة لتردعه عن ذلك.
وأما الزواج: فلا تترددي في الإقدام عليه والبحث عن الخطاب، ولا تستسلمي لأي هواجس قد تحول بينك وبينه، ولا يلزم أن يعيبك كل من تزوجك بشكل الأنف، فالناس تختلف نظراتهم وتقديراتهم واهتماماتهم، وهذا من حكمة الله تعالى في خلقه.
والله أعلم.