عنوان الفتوى : التحصين من الشياطين وسبل طردهم
جزاكم الله خيرا عنا وعن المسلمين. سؤالي هو: أريد معلومات كافية عن سحر جلب النساء، وسحر جلب المال، وماذا تعرفون عن ما يسمى بالجني ميمون النكاح؟ وميمون الخطاف (جني سرقة المال)؟ وهل من الممكن طرد هذا الجني عن من سلط عليه نهائيا؟ هل من رقية معينة (آيات معينة)؟ وهل من طريقة لرد المسروقات التي يسرقها هذا الجني؟. ولكم وافر الاحترام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس من اختصاصنا بيان أنواع السحر وأنواع الجان
وأما عن طرد الجن فهو ممكن، ومن أعظم ما يساعد على ذلك المواظبة على قراءة سورة البقرة، ولا سيما آية الكرسي والآيتين الأخيرتين منها، ففي الحديث الشريف: لاتجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وفي صحيح ابن حبان عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام.
وفي صحيح البخاري في قصة أبي هريرة: عندما وكل بحفظ الطعام (صدقة رمضان) وفيه.. فقال ـ أي الشيطان ـ: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق وهو كذوب ذاك شيطان.
وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان.
ويضاف لهذا كثرة ذكر الله تعالى ولا سيما عند دخول البيت، ففي صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل ولم يذكر اسم الله تعالى قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
وفي الترمذي وأحمد عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها... الحديث وفيه: وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله.
ولا نعلم رقية خاصة أو دعاء معينا مأثورا في رد ما سرقه الجني، ولكن الأدعية التي يستجاب الدعاء لمن دعا بها كثيرة منها: الدعاء بالاسم الاعظم، ودعاء يونس، ففي الحديث: دعوة ذي النون التي دعا بها في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها مسلم في كربة إلا استجاب الله له. رواه الترمذي والحاكم وصححه, ووافقه الذهبي.
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد, لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون بم دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. رواه النسائي, والإمام أحمد, وصححه الألباني.
والله أعلم.