عنوان الفتوى : تحريم أبي العلاء المعري اللحم على نفسه من ضلاله وزندقته
هل صح عن المعري اقتصاره على النبات وتحريمه لأكل اللحم؟ قال الغزالي المعاصر: "وقد اقترب منه أبو العلاء المعري عندما نادى بتحريم ذبح الحيوان، وجعله مظهر التقوى والرحمة، وقال في ذلك قصيدته التي مطلعها: غدوت مريض العقل والدين فالقني***لتعرف أنباء الأمور الصحائح" فما رأيكم؟ دام فضلكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اشتهر أبو العلاء المعري بالإلحاد والزندقة، وقد ذكرنا بعض أقوال أهل العلم في ذمه ونسبته إلى الزندقة والتشهير به، وذلك في الفتوى رقم: 73882.
وما ذكرته في السؤال من تحريمه أكل اللحم ما هو إلا ضرب من أضرب الفلسفة والضلال التى ذُم لأجلها، وقد نظم في ذلك قصيدة طويلة مطلعها:
غدَوتَ مريضَ العقلِ والدّينِ فالقَني لتسمعَ أنباءَ الأمورِ الصحائحِ
فلا تأكُلَن ما أخرجَ الماء، ظالماً ولا تبغِ قوتاً من غريض الذّبائحِ.. الخ
يقول عنه ابن القيم: وممن كان على هذا المذهب ـ أي الامتناع عن أكل اللحم ـ أعمى البصر والبصيرة كلب معرة النعمان المكنى بأبي العلاء المعري فإنه امتنع من أكل الحيوان زعم لظلمه بالإيلام والذبح. اهـ
والله أعلم.