عنوان الفتوى : حكم وضع آيات قرآنية على الصورة الشخصية في برامج التواصل الاجتماعي أو على الحالة
كثرت التصاميم التي أراها المشتملة على وضع آيات قرآنية على الصورة الشخصية في برامج التواصل الاجتماعي أو على الحالة أي التعليق الخاص بالبرنامج، هل يجوز وضعها لكي يتعظ بها الناس.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإذا كانت الصورة لا تشتمل على محرم، وكان المراد من كتابة الآية عليها أو تحتها التذكير، ولم يتضمن وضعها أمرا لا يليق، فإنه لا حرج في كتابة الآية، فإن الله تعالى أنزل كتابه للتذكير كما قال تعالى: كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {الأعراف:2}، وكما قال تعالى عن القرآن: وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ {الحاقة:48}، فإذا كتبت الآية للتذكير، فالتذكير مطلوب شرعا.
وأما إذا كانت الصورة محرمة كصور النساء المتبرجات، أو تضمن كتابتها استهزاء ونحوه فهذا لا يجوز، ومما يجدر التنبيه إليه أيضا ما يفعله بعض الناس من كتابة بعض الآيات ويجعلها على صورة طائر أو إنسان جالس يصلي أو نحو ذلك، وهذا أمر نص العلماء على تحريمه، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ: رأيت من كتب بعض الآيات على صورة طائر أو حيوان أو رَجُلٍ جالسٍ جلوس التشهد في الصلاة أو ما أشبه ذلك، فيكتبون هذه الآيات على وجه محرم على وجه التصوير الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله .... وأما أن يرسم على وجه الزركشة والنقوش أو صور الحيوان فلا شك في تحريمه فعلى المؤمن أن يكون معظماً لكتاب الله عز وجل محترماً له، وإذا أراد أن يأتي بشيء على صورة زركشة والنقوش، فليأتي بألفاظ أخر من الحكم المشهورة بين الناس وما أشبه ذلك. وأما أن يجعل ذلك في كتاب الله عز وجل فيتخذ الحروف القرآنية صوراً للنقوش والزخارف أو ما هو أقبح من ذلك بأن يتخذها صوراً لحيوان أو للإنسان فإن هذا قبيح محرم والله المستعان. اهـــ
وانظر الفتوى رقم: 202804، عن حكم وضع عناوين مقتبسة من القرآن لصور على مواقع التواصل الاجتماعي، والفتوى رقم: 200385، والفتاوى الملحقة بها في بيان تعظيم القرآن بعدم وضعه في أماكن لا تليق به.
والله تعالى أعلم