عنوان الفتوى : ينبغي تعظيم القرآن بعدم وضعه أماكن لا تليق به
فضيلة الشيخ: مواقع التواصل الاجتماعي - كما تعلمون - أصبحت أداة رئيسة للتواصل بين الناس, ونشر ما يتعلق بهم من أخبار ونشاطات وصور وغير ذلك، ووجدت - والحمد لله - بعض الصفحات التي تنشر الأحاديث النبوية, والأدعية, وكذلك آيات القرآن الكريم, ويتم الاشتراك فيها ونشر الآيات في الصفحة الرئيسة للمشترك, والنشر للأصدقاء أيضًا بصورة تلقائية بمجرد الاشتراك, ولكن نشر آيات القرآن الكريم - كلام رب العزة ذي الجلال والإكرام - في حائط صفحات الفيس بوك والمشاركة بها مع الأصدقاء تختلط مع بعض ما يتم نشره من الأصدقاء والتطبيقات الأخرى, وأريد أن أنوه إلى أن الآيات تظهر في الصفحة حسب الترتيب الزمني للنشر, وهنا قد نفاجأ أن الآيات قد تأتي تحت إحدى الصور لبعض الحيوانات, أو صورة لشخص واقف والآيات تظهر تحت أقدامه! وغيرها من الصور والمحتويات الأخرى التي قد تضع ما يتم نشره من الآيات في مكان حرج تأبى العين أن ترى مثله, ويحز في النفس أن أرى كلام رب العالمين يوضع في هذا المكان! وليس هذا وحسب، بل إن البعض لا يقرأ هذه الآيات ويتركها لقراءة الأدنى, ومشاهدة مقاطع الفيديو, واستعراض ما يتم نشره من الأصدقاء, وهو الغرض الأساسي من الاشتراك في هذه المواقع الاجتماعية، والبعض يقرؤها بسرعة دون تدبر، وغير ذلك مما أخاف أن يكون استهزاء بكلام الله دون قصد حينما نمر أمام آيات الذكر الحكيم ولا نعيرها اهتمامًا مثل باقي المنشورات الأخرى؛ وعليه طلبت من أصدقائي هذا الطلب - لحين وصول فتوى شرعية من فضيلتكم في هذا الموضوع -: (أخي المسلم الكريم: فضلاً منك: اختر المكان المناسب لآيات القرآن الكريم - كلام رب العزة ذي الجلال والإكرام - وبدلًا من نشر الآيات في الحائط الخاص بك في صفحة الفيس بوك يتم عمل رابط للتذكير بالآيات, ونقل المتصفح إلى الصفحات الرائعة الخاصة بالقرآن الكريم التي يكون فيها كلام رب العزة مصونًا؛ تأدبًا منا مع كلام رب العالمين) فأرجو من فضيلتكم التكرم ببحث الموضوع, وإفادتنا بما يجب فعله أمام هذه الظاهرة - جزاكم الله خيرًا -.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصًا على الخير، وشكر لك غيرتك على كتابه العزيز, ونحن نؤيدك ونشد على يديك في ما قمت به من مراسلة أصدقائك لحثهم على اختيار المكان المناسب لآيات الله تعالى.
واقتراحك عليهم أن يكتفوا بوضع رابط للصفحات الخاصة بالقرآن للتذكير بآياته؛ تأدبًا وإجلالًا لكلام الله تعالى, فجزاك الله خيرًا, وراجع للفائدة الفتويين: 108919، 173371, وما أحيل عليه في الفتوى رقم: 186449.
والله أعلم.