عنوان الفتوى : لا تصح قصة عمر وعبد الرحمن بن عوف في شأن بيت ربيعة بن أمية
روي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يتفقد رعيته ذات مرة فسمع صوتا غريبا فاقترب من الباب الذي صدر منه الصوت واذا صاحب البيت ومعه اثنان يشربون الخمر فقفز اميرالمؤمنين عن الحائظ وامسك به فقال له صاحب البيت أني اخطات في واحدة اما انت فقد اخطات بثلاث ان الله يقول "ولا تجسسوا"وانت تنصنت عليناويقول"ولاتدخلو بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها "ولم يؤذن لك ويقول "وأتوا البيوت من أبوابها" وانت قفزت عن الجذار. فسامحه امير المؤمنين ،،،فهل خطأ امير المؤمنين يعني ان يسقط حداً من حدود الله مع ان رجلا جاء يشفع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في حد السرقة فقال والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهذه قصة لم نجد لها ثبوتاً عن سيدنا عمر رضي الله عنه بالصفة التي ذكرتها. وقد ذكر القرطبي أن عبد الرحمن بن عوف قال: حرست ليلة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة إذ تبين لنا سراج في بيت بابه مجاف على قوم لهم أصوات مرتفعة ولفظ فقال عمر: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى؟ قلت أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه قال تعالى: ( ولا تجسسوا ) وقد تجسسنا فانصرف عمر وتركهم. فإذا ثبتت هذه الرواية عن عمر فليس فيها ما يدل على أن عمر ارتكب خطأ . فهو لم يثبت عنده أنهم يشربون الخمر غاية ما في الأمر أنه ظن ذلك ظناً، ولا يستطيع التأكد منه إلا بطريق التجسس وقد نهى الله عن التجسس. ولو ثبت عند عمر أنهم شربوا خمراً لما توانى في إقامة الحد عليهم وهو المعروف بقوته في الحق وحرصه الكامل على إقامة الحدود. والله أعلم.