عنوان الفتوى : لا حرج في علاج السحر والعين بالرقية الشرعية
زوجي يواجه مشكلة، وأريد المساعدة وهو يصلي ـ والحمد لله ـ لكنه يواجه الكثير من العراقيل مند أن تزوجنا، فكلما حصل على عمل يخسره في ظرف أشهر قليلة، وكلما حصل على مبلغ من المال تأتينا ظروف ويخسر هذا المبلغ، ووضعنا غير مستقر، ونفسياتنا قد تعبت، فكثر الشجار والخصام يوميا رغم أن منزلي لا يخلو من قراءة القرآن والدعاء، ولما وضعت لزوجي شريط الرقية الشرعية عدة مرات كان يحس بالغثيان، وكأن أحدا يخنقه، ويسحبه من رجله وهي ترتعش، وأخذ يكبر رافعا إصبع الشهادة، علما بأنه يرفض أن يقرأ الرقية بنفسه، فما معنى هذا؟ وهل من الممكن أن يكون من العين أو السحر؟ وماذا أفعل؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همكم، ويكشف كربكم، ويؤلف بين قلوبكم، هذا وإننا لا نستطيع الجزم بأن ما أصاب زوجك هو عين أو سحر أو غير ذلك، لأن هذا من اختصاص الرقاة الشرعيين، لذلك ننصحك بمراجعة من تثقين به من الرقاة المعروفين بالصلاح والخير وسلامة المعتقد واتباع السنة، وقد بينا ضوابطها في الفتوى رقم: 4310.
وبينا بعض علامات وأعراض المسحور والمصاب بالعين، وكيفية العلاج من ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 7972، 69640، 5433، 5252.
وننبه إلى أن الله عز وجل يبتلي عباده المؤمنين رفعا لدرجاتهم وتكفيرا لسيئاتهم إذا صبروا على ما أصابهم ورضوا بقضاء الله وقدره، قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة:155}.
وقال عليه الصلاة والسلام: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها. متفق عليه.
لذلك، على من ابتلي بأي نوع من الابتلاء سواء كان مرضا أو فقدا للمال أو الولد أن يصبر على ما قضاه الله وقدره ويحتسب الأجر عند الله تعالى، ولا مانع ـ مع ذلك ـ من الأخذ بالأسباب الشرعية لمعالجة ما أصابه بما في ذلك الرقية الشرعية، على ما أسلفنا.
والله أعلم.