عنوان الفتوى : أحب أعوان إبليس وأقربهم منه منزلة.
ماذا يقال لرجل يصلي ولكن يفسد بين الناس وخاصة عائلته ؟ فما الحل ليكف عن ذلك؟ (الرجل غني كثيرا).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشخص الذي يفسد بين الناس هو من جند الشيطان المقربين إليه لأنه يمارس مهمة الشيطان بين المؤمنين، فقد روى مسلم عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم.
وفي صحيح مسلم أيضاً عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً. قال: ثم يجيىء أحدهم يقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته! قال: فيدنيه ويقول: نعم أنت. قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه.
وما يفعله هذا الشخص يعد من كبائر الذنوب، وقد روى الترمذي وقال: حسن غريب عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة خب ولا منان ولا بخيل. الخب هو الخداع الذي يفسد بين الناس بالخداع.. كما في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
وفعله هذا يعتبر من الإفساد في الأرض، والله تعالى لا يحب المفسدين.
والواجب نصح هذا الشخص وبيان خطر فعله وقبيح أثره، وهذا الشخص لم ينتفع من صلاته لأنه لم يؤدها كما أمر الله ورسوله ولو أداها كما شرعت لنهته عن هذا الفعل القبيح، وقد قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
وقد روى الطبراني في الكبير بسند فيه ضعف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً. ومع هذا فالواجب عليه أن يواصل أداء الصلاة وينصح بإحسانها فإنها ستنفعه ولو بعد حين، فقد روى أحمد والبزار والطحاوي والبغوي والكلاباذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلاناً يصلي الليل كله فإذا أصبح سرق! فقال: سينهاه ماتقول أو قال: ستمنعه صلاته.
نسأل الله تعالى أن يمن عليه بالتوبة والإصلاح بين الناس بدل الإفساد بينهم.
والله أعلم.