عنوان الفتوى : توضيح المقال بشأن حياة عيسى ابن مريم
ما هو رأي الإسلام في موت عيسى عليه السلام، ونزوله آخر الزمان ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الخبر اليقين في موت عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام،هو أن الله قبضه إليه بروحه وبدنه ورفعه إليه حيا وسلمه من القتل، كما قال في محكم كتابه: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء:157-158].
قال ابن القيم رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية: أجمعت الأمة على أن الله رفع عيسى عليه السلام إليه إلى السماء. انتهى
وقد رد الإمام ابن تيمية رحمه الله على من ادعى موته وهم من احتجوا بقوله تعالى: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [آل عمران:55].
فقال رحمه الله: هذا دليل على أنه لم يعن بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء، فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله: وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ولو كانت قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء. انتهى مجموع الفتاوى.
أما نزوله في آخر الزمان فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه أنه قال: والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلاً، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.
والله أعلم.