عنوان الفتوى : ضوابط وأحكام في الأشياء المستقذرة
ما هي الأشياء المستقذرة؟ هل دهون البشرة من الأشياء المستقذرة؟ وهل ينتقل الشيء المستقذر كما تنتقل النجاسة؟ وأيضا إذا وقع شيء مستقذر في الماء. هل يكون ماء مستقذرا؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الكلام على الأشياء المستقذرة في الفتوى رقم: 133347 وبينا أن الضابط فيها هو العرف.
والظاهر أن سؤالك هذا من جراء الوساوس، والتي نكرر لك النصح بالإعراض عنها، وعدم الاسترسال معها.
وانظري الفتاوى أرقام: 51601، 3086، 130855، 191037
وحيث إن ضابط الاستقذار هو العرف، فلا يلزم أن تكون دهون البشرة مستقذرة بإطلاق، فإن النفس قد تعاف شيئا من وجه دون وجه، كما في الماء المستعمل مثلا، فإن النفس تعاف شربه، ولا تعاف استعماله في غير ذلك.
جاء في أسنى المطالب في شرح روض الطالب: (ويجوز نضحه ) أي المسجد ( بمستعمل ) كما يجوز بالمطلق؛ لأن النفس إنما تعاف شربه ونحوه، وقد اتفقوا على جواز الوضوء فيه، وإسقاط مائه في أرضه مع أنه مستعمل؛ ولأنه أنظف من غسالة اليد الحاصلة بغسلها فيه. اهـ.
وحيث إن المرجع في الاستقذار هو العرف، فلا يلزم تنزيل أحكام انتقال النجاسات على انتقال المستقذرات، كما لا يلزم من وقوع شيء مستقذر في الماء أن يقذره بإطلاق، وإنما يكون هذا بحسب تأثيره فيه، وهذا يرجع فيه إلى العرف أيضا.
والله أعلم.