عنوان الفتوى : الحكمة من جعل البيت على يسار الطائف
السلام عليكماعلم أن ما أمر الله به يجب أن يطاع ولكن هذا لا يمنع المرء من التدبر والتفكر سؤالي: لماذا يتم الطواف حول الكعبة المشرفة وهي على شمال عباد الله بينما عن سنة نبينا المصطفى أنه من المستحب أن يتم عمل كل الأعمال الخيرة باليمين ومن دعاء الصالحين: اللهم اجعلنا من أهل اليمين؟.والسلام عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما أمرنا الله تعالى به يجب علينا امتثاله سواء اتضحت لنا علته أم لم تتضح، وذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة في الحج حيث قال في الحديث الذي أخرجه مسلم: لتأخذوا مناسككم.
والعبادة مبنية على الاتباع فيقتصر فيها على ما ثبت عن الشارع سواء اتضحت علته أم لم تتضح، ومن ذلك كيفية الطواف، علماً بأن القرافي رحمه الله، قد أورد في الذخيرة شبه تعليل لجعل البيت على اليسار عند الطواف حيث قال: إن جنبي البيت نسبتهما إليه كنسبة يمين الإنسان ويساره إليه، فالحجر موضع اليمين لأنه يقابل يسار الإنسان، وباب البيت وجهه، ولو جعله على يساره أقبل على الباب، ولا يليق بالأدب الإعراض عن وجوه الأماثل. وتعظيم بيت الله تعظيم له.
ومراده رحمه الله: أنه لو طاف جاعلاً البيت (الكعبة) عن يمينه، وابتدأ من الحجر الأسود فإنه سيجعل باب الكعبة وراءه ولا يصل إليه إلا في نهاية شوطه، وهذا إعراض عن وجه البيت الذي هو بابه، والإعراض عن وجوه الأماثل لا يليق.
والله أعلم.