عنوان الفتوى : أخ يعتدي على أخته بالضرب والألفاظ النابية
لي قريبة تريد النصح في مسألة دمَّرَت حياتها. لهذه الأخت أخ يطبق الإسلام والحمد لله. لديه لحية وهو يصلي ويصوم ويقوم بما يجب عليه كمسلم. مشكلته الوحيدة، أنه يضرب أُخته. آذاها عدة مرات وهو يريدها أن تموت. قال قبل يومين بأنه يريدها أن تختنق (قال ذلك ثلاث مرات). ثم سبّها بعبارات نابية. اليوم ضربها على رأسها (وعلى وجهها أيضاً) وقذفها بوصفها بالعاهرة. قبل قرابة يومين كاد أن يدفعها في النار. هي تتجاهله وعندما لا تصغي إليه (لأنها تشعر بالأذى) يصبح أكثر عدوانية تجاهها ويقوم بتهديدها، وضربها، وإتلاف ملابسها، وهاتفها، إلخ. إنها تشعر بأنه ليس هناك من يتفهم وضعها والكل يمضي في حياته/أو حياتها وينسون ما تعرضت له بينما هي عالقة في أحزانها وشعورها بالوحدة. ما النصيحة التي تستطيعون تقديمها لهذه الأخت؟
الحمد لله
أختنا الفاضلة ..
هذه التصرفات عادة لا تصدر من أخ لأخته إلا لأحد أمرين :
إما لاضطرابه نفسيا وتلبسه بأحد الاضطرابات الذهانية ، كاضطراب الفصام ، أو اضطراب الضلالات ، أو الاضطراب الذهاني الناتج عن تعاطي المخدرات .
وإما لاضطرابه سلوكيا لكونه إنسانا قاسيا جافيا ، لا يفقه الحدود الشرعية في تعامل الأخ مع أخته .
وأيا ما كان الأمر ، فالذي ننصح به أن تتفادى الأخت أذى أخيها ، بقدر إمكانها ، وتتفادى أن تكون في مكان منفرد معه، بل لابد أن توجد في مكان يشترك فيه أفراد الأسرة ، كي يمكنهم التدخل لمنع إيذائه لها ، وهي بدورها تخرج من المكان الذي هو فيه ، إذا احتد أو غضب عليها ، وتتفادى أذاه .
وتشرح معاناتها لوالديها ، وأفراد أسرتها .
فإن لم ينفع ذلك ، فننصح بالرجوع للمركز الإسلامي في مدينتكم ، أو بعض مراكز الرعاية الاجتماعية ، أو بعض أهل الدين والصلاح ، ممن يسهل الوصول إليه ، خاصة من يمكنه التأثير على الأخ في ذلك ، للتدخل ومحاولة علاجه نفسيا بعرضه على الأطباء النفسيين ، أو علاجه سلوكيا بعرضه على علماء الدين .
فإن لم ينفع معه شيء من ذلك كله : فلا مانع من رفع المشكلة إلى بعض الجهات الرسمية ، إذا غلب على الظن أن بإمكانهم دفع أذاه ، من غير أن تتعرض الأخت لمشكلة أخرى ، أو تسلط الكفار عليها ، أو تعديهم في شأنه ، ومبالغتهم في عقوبته .
ولا يخفى - والحالة هذه - أهمية التضرع لله سبحانه بالدعاء والصبر على مثل هذا البلاء مع الإكثار من ذكر الله ومن الصلاة ، قال جل في علاه : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) البقرة/153
والله أعلم
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |