عنوان الفتوى : حدود التعامل الشرعي بين رب المنزل والخادم
بارك الله فيكم. أحببت أن أسأل عن حدود التعامل مع الخادمة، فقد وجدت نفسي أعاملها كأخت لي، أتصارح معها في بعض الأمور الخاصة بي، وأيضا أمزح معها، ونأكل مع بعض، مع أبنائي على نفس الطاولة ونحن عليها. وقد وجدتها طيبة، وهي من أريتريا( الحبشة) ومسلمة كما أخبرتني من أول يوم دخلت بيتنا؛ حيث أخبرتها أن هذا أهم شيء عندي، واعتبري نفسك في بيتك، وأنت مثل أخت لي. فهل هناك حدود يجب أن لا أتجاوزها؟ وكذلك هي معنا منذ أقل من شهرين، ولم نحصل على جوازها الذي تخبرني أنه مع زوجها، الذي بدوره لم تفهم منه لماذا يتأخر في إعطائه لنا؛ لأن المكتب هنا في ليبيا أخبرنا أن لديها بطاقة فقط وليس لديها جواز، وأن هذه البطاقة لا يعتد بها عندنا، فهي تخص عملها السابق في السودان. أجيبوني جزاكم الله خيرا، وانصحوني عما أخبرتكم به كله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على إحسانك لتلك الخادمة، وينبغي أن تداومي على هذا الإحسان، وتعامليها برفق؛ فإنّ الشرع قد أوصى بالإحسان إلى الخدم، ومواساتهم، وتطييب نفوسهم.
قال الترمذي –رحمه الله-: باب ما جاء في الإحسان إلى الخدم : ....عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ فِتْيَةً تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِهِ، وَلْيُلْبِسْهُ مِنْ لِبَاسِهِ، وَلَا يُكَلِّفْهُ مَا يَغْلِبُهُ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ»
وفي صحيح البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَليُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، أَوْ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلاَجَهُ» وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللهِ مَا قَالَ لِي: أُفًّا قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟
وانظري الفتوى رقم: 95698.
وأما بخصوص إجراءات إقامتها والمستندات المطلوبة لها، فهذا يرجع فيه إلى المختصين بقوانين وأنظمة الدولة المتعلقة بهذا الشأن.
والله أعلم.