عنوان الفتوى : حال الحيوانات في البرزخ ويوم القيامة، وحكم البكاء على موت الحيوانات
ما مصير الحيوانات بعد الموت؟ وهل تكون في برزخ مثل البشر؟ وهل صحيح أن جميع الحيوانات تتحول إلى تراب يوم القيامة؟ وقد كان عندي قط، وكنت أحبه جدًّا، ومتعلقة به جدًّا، ولكنه مات، وأمنيتي أن أراه إذا أكرمني الله، وكنت من أهل الجنة، فهل من الممكن أن يجمعني به ربي مرة أخرى؟ وهل حرام الحزن، والبكاء على الحيوانات؟ وهل حرام أن أتمنى حيوانات الدنيا في الجنة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحيوانات تموت، ثم تُحشر يوم القيامة، قال ابن كثير: وقوله: وإذا الوحوش حشرت ـ أي: جمعت، كما قال تعالى: وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون { الأنعام: 38} قال ابن عباس: يحشر كل شيء حتى الذباب ـ رواه ابن أبي حاتم، وكذا قال الربيع بن خثيم، والسدي، وغير واحد، وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية: إن هذه الخلائق موافية فيقضي الله فيها ما يشاء. انتهى.
وأما البرزخ: فهو الفترة الزمانية بين الموت والبعث، كما بينا في الفتوى رقم: 2602.
فهم في برزخهم حتى يبعثهم الله يوم القيامة، ثم إن الحيوانات تصير ترابًا يوم القيامة بعد الاقتصاص من بعضها لبعض، كما بينا في الفتوى رقم: 48988.
والحزن والبكاء على الحيوان، لا يحرم إلا إذا بلغ حد التسخط، والانشغال بغير ذلك أولى، وانظري الفتوى رقم: 249511.
ولا نعلم دليلًا على منع تمني رؤية الحيوانات في الآخرة، فإنها ليست بمستحيلة، وقد يحققها الله للعبد؛ لعموم قوله: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{فصلت:31}.
وانظري الفتوى رقم: 124381.
والأولى الانشغال بما يُدخل العبد الجنة، لا بتفاصيل، ربما يجد العبد من النعيم أضعافها.
والله أعلم.