عنوان الفتوى : الكلام أثناء الذهاب للمسجد وقت الخطبة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

إذا تأخر الشخص عن صلاة الجمعة بعد الأذان الثاني, وهو ما زال في المنزل, ويكون قد كلم أمه كأن سلم عليها أو أي شيء, فهل يكون قد لغا وتكون جمعته باطلة؟ سواء كلمها أثناء الأذان, أم أثناء الخطبة قبل أن يذهب, وهناك أيضاً أشخاص يدخلون المسجد أثناء الخطبة ويلقون السلام, فهل يكونون قد لغوا؟ وهل من يرد السلام عليهم يكون قد لغا؟ وإذا كنت ماشياً في الشارع في طريقي إلى المسجد أثناء الخطبة وسألني أحد المارة عن شيء، فهل أكون قد لغوت إذا أجبته؟. وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فكلامك مع أمك في المنزل أثناء الأذان الثاني, أو وقت الخطبة، أو أثناء ذهابك للمسجد وقت الخطبة مما اختلف في حكمه، فقد جاء في الفواكه الدواني للنفراوي: واعلم أن الإنصات إنما يجب على من كان جالسا بالمسجد أو رحابه، وسواء كان يسمع كلام الإمام أم لا. انتهى.

ويرى خلاف ذلك بعض أهل العلم، جاء في فتاوى نور على الدرب  للشيخ ابن عثيمين: لو أن الإنسان في البلد والبلد فيه جوامع متعددة وسمع أحد الجوامع يخطب وهو لا يريد أن يصلي معه، وإنما يريد أن يصلي في جامع آخر، فإن الكلام والبيع والشراء لا يحرم عليه حينئذٍ، لأن هذا الخطيب ليس الخطيب الذي يريد أن يصلي خلفه، ولو سمع الخطيب الذي يريد أن يصلي خلفه وجب عليه الإمساك عن الكلام وترك البيع والشراء، وإن كان لم يصل إلى المسجد بعد. انتهى.

هذا إضافة إلى القول بعدم حرمة الكلام أثناء الخطبة على القول المشهور عند الشافعية, جاء في المجموع للنووي الشافعي: وهل يجب الإنصات ويحرم الكلام؟ فيه قولان مشهوران، وقد ذكرهما المصنف بتفريعهما في باب هيئة الجمعة أصحهما وهو المشهور في الجديد: يستحب الإنصات ولا يجب، ولا يحرم الكلام. انتهى.

وبخصوص ابتداء السلام أثناء الخطبة، فهو مكروه, وليس بمحرم, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 103978.

وقد اختلف أهل العلم هل يشرع رد هذا  السلام, وقد ذكرنا تفصيل مذاهبهم في الفتوى رقم: 9211.

 وأخيرا ننبهك على أن اللغو أثناء الخطبة ـ مع حرمته ـ لا يبطل الجمعة من أصلها, بل تكون مجزئة, ولا يطلب قضاؤها؛ لكنها تكون ناقصة الأجر والثواب, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 9211

والله أعلم.