عنوان الفتوى : مشروعية منازعة قدر تأخر الزواج بقدر السعي في تحصيله

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سمعت داعية يقول: إن السيدات اللائي لم يتزوجن، وتجاوزت أعمارهن 30 نريد أن ندركهن، ونزوجهن. كنت أستفسر: لماذا قال ذلك القول: إنه يريد أن يدركهن قبل أن يفوتهن قطار الزواج، إذا كان الذي خلقهن وهو الله عز وجل أراد أن لا يتزوجن حتى هذه السن. هل هو الذي سيلحقهن!!

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا شك في أن تأخر زواج بعض النساء من تقدير الله تعالى، ولكن ما يدرينا أنها مقدر لها أنها لن تتزوج أبدا، ونحن مكلفون بفعل الأسباب، وتفويض الأمور إلى الله تعالى؛ كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز .

 وقد ذكر أهل العلم أن المسلم مأمور بأن ينازع القدر بالقدر، ويدفع الشر بالخير، والظلم بالعدل، والجوع بالطعام، والعطش بالشراب. فهذا مذهب أهل الحق.

قال الشيخ عبد القادر الجيلاني - رحمه الله -: كثير من الرجال إذا دخلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا، وأنا انفتحت لي فيه روزنة، فنازعت أقدار الحق بالحق، للحق. والولي من يكون منازعا للقدر، لا من يكون موافقا له. اهـ.

يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى معلقاً على هذا الكلام: وهذا الذي قاله الشيخ تكلم به على لسان المحمدية، أي أن المسلم مأمور أن يفعل ما أمر الله به، ويدفع ما نهى الله عنه، وإن كانت أسبابه قد قدرت، فيدفع قدر الله بقدر الله، كما جاء في الحديث الذي رواه الطبراني في كتاب الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الدعاء والبلاء ليلتقيان بين السماء والأرض. وفي الترمذي: قيل يا رسول الله؟ أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقي بها، وتُقَى نتقيها هل ترد من قدر الله شيئاً؟ فقال: هن من قدر الله. اهـ.

والله أعلم.