عنوان الفتوى : حكم من صلت جماعة بغيرها ثم شكت في وجود إفرازات أثناء الصلاة
سؤال: صليت في الدار، وكنت إماما في صلاة بامرأة واحدة فقط، ودخلت أتوضأ، وحاولت أن أشعر هل شيء من الإفرازات نزل، وشعرت أنه لا يوجد شيء، لكن كنت أشعر أن هناك شيئا، ولكن لا أحس به. المهم توضأت، وأظن أني لما دخلت في الصلاة شعرت ببل أو شبه ببل، مع العلم أني موسوسة، ولكني لا أعلم حينها هل نزل شيء أم هي مجرد وساوس، ولكن بصراحة أظن أني كنت أشعر أني شبه متيقنة أن إفرازات قد نزلت. ولما انتهيت لم يتسن لي دخول الخلاء، ولكني وأنا بمفردي حاولت أن أباعد عن ملابسي وجسدي لأتأكد أن هناك إفرازات وليست وساوس، ولكن لا أذكر بماذا شعرت، ولكن أظن أني أحسست بشبه بلل، أو ببلل، ولكن هذا بعد أن صليت، وضبطت الجلباب، والنقاب. المهم. ذهبت لأخذ حذائي، وحينها باعدت بيني وبين ملابسي، أي بعد الصلاة بقليل، أخرجت بطريقة ما القماشة التي كنت وضعتها، وحاولت بحثها، ولكن الدنيا شبه مظلمة، فلم أر، وأظن أني كنت ألبس القفاز فلم أشعر، فذهبت للبيت خلال حوالي نصف ساعة، ونظرت فيها فوجدت إفرازات جافة، مع العلم أني قبل الصلاة عندما كنت ذاهبة للدار شعرت، وظننت أن هناك أشياء نزلت، ولما وصلت بعدها بقليل دخلت الخلاء، وبحثت بيدي، فوجدت شبه بلل لا أعلم هل إفرازات أم عرق، وجلست حوالي ساعتين، أو أقل، ثم قمت للوضوء، وكل ما ذكرت. فهل علي إعادة للصلاة؟ وهل أيضا من صليت بها يجب إخبارها لكي تعيد الصلاة أم ماذا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد نبهناك مرارا على ضرورة الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها، وبينا لك أن هذا هو العلاج الأمثل للوساوس، فعليك أن تعملي بما ذكرناه لك، ونصحناك به، وتعرضي عن جميع تلك الوساوس التي يؤدي الاسترسال معها إلى فساد دين العبد ودنياه؛ وراجعي الفتوى رقم: 51601.
وما دمت لم تتيقني خروج الإفرازات منك- كما هو ظاهر سؤالك- فإن صلاتك صحيحة، لا تلزمك إعادتها، ولا يلزمك إخبار صاحبتك بالأمر.
وإذا تيقنت رؤية شيء من الإفرازات بعد الصلاة، فإنها تضاف لأقرب زمن يحتمل خروجها فيه، ومن ثم فإن احتمل خروجها بعد الصلاة، أضيفت لهذا الزمن الأقرب، فيحكم بصحة صلاتك، ولا تلزمك الإعادة إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه، أن هذه الإفرازات خرجت بعد الوضوء، وقبل الفراغ من الصلاة، وبدون هذا اليقين فصلاتك صحيحة.
والله أعلم.