عنوان الفتوى : تريد حلا لمشكلة الصمت مع زوجها وعدم قدرتها على التفاعل المستمر معه
مشكلتي أنني قليلة الكلام مع الناس ، وخصوصا زوجي ، فيعم الصمت بيتنا ، زوجي يمسك بجواله ، وأرى ضحكاته تتعالى ، وإذا جلس معي يطلب مني أن أتكلم معه ، وأفتح معه موضوعات ، فأشعر وقتها أن عقلي فارغ ، فهو يحب المزح كثير ، وأغلبه كذب ، وأنا لا أحب هذا ، وأقول له بعض الأحيان لا تتكلم عن أحد فيتضايق مني ، ويقول : أنت بس صامتة ، حتى أثناء السفر نشغل المسجل ، وإذا اتصل به أحد من أصدقائه ربما يتواصل معه لمدة 3 ساعات أو أكثر ضحك وتعليق وأنا بجانبه ، أريد أن تتغير حياتي ، مع ملاحظة أني لدي رهاب بسيط ، ومتزوجة من 3 سنوات ، وعندي ولد ، وزوجي هوايته القراءة ويحب الكرة والشعر .
الحمد لله
فلنبدأ أختنا الفاضلة بآخر ما تفضلتِ بذكره من هوايات زوجك .
القراءة والشعر وكرة القدم .
ذلك بأن من أفضل الطرق للتخلص من الصمت الزوجي تبادل أطراف الحديث في أي شيء يتعلق
بالهوايات أو الاهتمامات ، فالقراءة والشعر من الأبواب الواسعة التي تفتح آفاقا
للنقاش الماتع النافع ، فانظري في أقرب الكتب والأشعار لقلب زوجك وناقشيه فيها بشكل
دوري ،
فمن الممكن أن تسألي زوجك أن يرشح لك كتابا تقرئينه ، ثم تكون بينكما مناقشة في هذا
الكتاب ، أو تسألي زوجك عما قرأ اليوم أو أمس ، ومن هو مؤلف الكتاب ، وما هي
الموضوعات والأفكار التي تناولها في كتابه ؟ ونحو ذلك .
ولن تخلو تلك النقاشات من مزحة أو طرفة لطيفة تبعث النشاط ، والرغبة في تلك
النقاشات ، وتطرد الكسل والملل ، وبهذا تكونين قد كسرت حاجز الصمت ، وحققت رغبة
زوجك ، وازداد التفاهم والمودة بينكما .
ولا بأس أن تقرأي في كتب الأدب الفكاهية ، مثل البخلاء للجاحظ ، وأخبار الحمقى ، والطفيليين ، ونحو ذلك ، أو في كتب الأدباء الساخرين المعاصرين ، وتجعلي من ذلك مفتاحا لمادة نقاش ، أو تبادل طرف بينكما .
والتفاعل الصحيح لمزاحه أو لكلامه بصفة عامة ينبغي أن يكون من خلال ما يسمى
بالاستماع الفعَّال effective listening ، لما في هذا النوع من السماع من التفاعل
الإيجابي المشجع على الكلام والنقاش ، ويتم هذا النوع من التفاعل عادة من خلال
التعليقات الإيجابة ، وإظهار الرغبة في السماع والتعبير بلغة الجسد ( كالنظرات
والإشارات ) عن الاهتمام بالكلام حتى وإن كان غير مهم بالنسبة لكِ .
ومما يحسن فعله في سياق السفر أو الجلسات المنزلية ألا تستسلمي لمسجل يسمعه
باهتمام أو لصديق يمنعه من الكلام ، بل استعملي هذه السياقات في كسر حاجز الصمت
بينكما واجعليها مادة لكلامكما ، وذلك بالتعليق على ما تسمعيه ، ومناقشته في آرائه
ومساعيه .
وفيما يتعلق بالرهاب المذكور ، فلو كان في صورة خوف أو قلق عند الحديث أمام
الغرباء ، أو ممارسة أي نشاط في حضورهم ، فهذا عرض طبي معروف من أعراض ما يسمى
بالرهاب الاجتماعي Social Phobia أو ما يسمى باضطراب القلق الاجتماعي Social
Anxiety Disorder ، ونصيحتنا لكِ حينئذ أن تزوري إحدى الطبيبات أو الأخصائيات
النفسيات لمعالجة هذا الرهاب بشكل مباشر وفعال من خلال الجلسات النفسية والعقاقير
الطبية ، إن لزم الأمر .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |