عنوان الفتوى : هل يحصل الثواب لمن انتقل عن مصلاه لعارض وبقي يذكر لحين طلوع الشمس
في بعض المساجد، يقوم عامل المسجد، بإغلاق المسجد بعد صلاة الفجر بـ 30 دقيقة تقريبا. فما العمل بالنسبة لمن أراد أخذ أجر حجة كاملة بذكر الله حتى شروق الشمس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالحل لتلك المشكلة هو أن يتحدث مع القيم على المسجد، ليسمح له بالجلوس في المسجد. فإن تعذر ذلك، فليذهب إلى بيته، وليذكر الله تعالى في البيت إلى الشروق، ثم يصلي ركعتين، لعل الله تعالى أن يكتب له الأجر.
وقد ذكر القاري في المرقاة أن هذا الثواب يحصل لمن انتقل عن مصلاه ـ ولو انصرف إلى بيته ـ إذا كان مشتغلاً بالذكر حتى تطلع الشمس.
قال القاري في المرقاة: وعنه ـ أي عن أنس ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله ـ أي استمر في مكانه ومسجده الذي صلى فيه ـ فلا ينافيه القيام لطواف، أو لطلب علم، أو مجلس وعظ في المسجد، بل وكذا لو رجع إلى بيته واستمر على الذكر حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين. اهــ.
وقد دلت السنة أيضا على أن المسلم إذا عرض له عارض حال بينه وبين عمل صالح كان يعمله، فإنه يُكتبُ له أجره؛ ففي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ، أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا، صَحِيحًا.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وَهُوَ فِي حَقّ مَنْ كَانَ يَعْمَل طَاعَة فَمَنَعَ مِنْهَا، وَكَانَتْ نِيَّته لَوْلَا الْمَانِع أَنْ يَدُوم عَلَيْهَا. اهـ.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: فلذلك كل مرض من غير الزمانة, وكل آفة من سفر وغيره، يمنع من العمل الصالح المعتاد، فإن الله قد تفضل بإجراء أجره على من منع ذلك العمل، بهذا الحديث. اهـ.
وفي شرح رياض الصالحين للشيخ العثيمين: فالمتمني للخير، الحريص عليه، إن كان من عادته أنه كان يعمله, ولكنه حبسه عنه حابس, كتب له أجره كاملًا. اهـ.
والله أعلم.