عنوان الفتوى : العجب المنهي عنه هو استعظام النعمة مع نسيان كونها من الله تعالى
يأتيني الشيطان ويجعلني أغتر بكل شيء أفعله، وأعجب به حتى عندما أقرأ كتابًا، وتأتي كلمة غريبة وأعرف معناها يأخذني العجب في هذا، وأريد الانفكاك عنه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحك بعلاج ما يأتيك من الشيطان باستحضار أن هذه نعمة من الله، وأن تبادر بحمد الله وشكره على ما أعطاك من الفهم، فإذا استحضرت أن هذا من نعم الله وسررت به، فلا يكون ذلك من العجب المذموم؛ لأن العجب المنهي عنه هو استعظام النعمة مع نسيان كونها من الله تعالى، وعليك أن تواصل التعلم، والمطالعة، وتستحضر ما في ذلك من الثواب، وتحرص على أن يكون تعلمك ابتغاء وجه الله تعالى، فقد قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: إذا أنت خفت على عملك العجب فانظر رضا من تطلب، وفي أي ثواب ترغب، ومن أي عقاب ترهب، وأي عافية تشكر، وأي بلاء تذكر، فإنك إذا تفكرت في واحد من هذه الخصال صغر في عينيك عملك. اهـ.
وقال العلامة محمد مولود في مطهرة القلوب:
والعجب الاستعظام للنعمة مع * نسيان كونها من الله تقع
طبب بعلم أنه تعالى * هو المصور وموتي الآلا
والعجز أن تخلق نفعا أو ضرر * فهو من الجهل بالأمرين صدر.
واستحضر كذلك دائمًا خطر العجب، وكونه سببًا من أسباب الهلاك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:.... وثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه. رواه البزار، والبيهقي، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وفي الحديث: لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب. رواه البيهقي، وحسنه الألباني.
وفي الحديث: بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل جمته إذ خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. متفق عليه.
وقال ابن مسعود: الهلاك في اثنين: القنوط، والعجب.
والله أعلم.