عنوان الفتوى : حسن صورة وشجاعة النبي صلى الله عليه وسلم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

1ـ هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في عبادة الله وطاعته وليس هناك أحد من البشر أزهد منه؟.2ـ هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أشجع البشر، وليس هناك أحد أشجع منه؟.3ـ هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أجمل البشر وليس هناك أحد أجمل منه؟.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن زاهدا في العبادة، بل كان أعبد الناس وأتقاهم، وإنما كان أزهد الناس في الدنيا، وراجع الفتوى رقم: 80298 ، ففيها صور من زهده صلى الله عليه وسلم.

وأما عن الجمال والشجاعة: فإن نبينا صلى الله عليه وسلم كان أجمل الخلق على الإطلاق، قال صاحب قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار:
وكان أجمل الورى وأكملا     خلقا وخلقا بل لعمري أفضلا.

وفي الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم: كان أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس..

فإن قيل ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عن يوسف عليه السلام: إنه قد أوتي شطر الحسن ـ فنقول قد أجاب الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد عن ذلك إجابة شافية كافية، فقال رحمه الله: قول النبي صلى الله عليه وسلم عن يوسف: أوتي شطر الحسن ـ قالت طائفة: المراد منه أن يوسف أوتي شطر الحسن الذي أوتيه محمد صلى الله عليه وسلم، فالنبي بلغ الغاية في الحسن، ويوسف بلغ شطر تلك الغاية، قالوا: ويحقق ذلك ما رواه الترمذي من حديث قتادة عن أنس قال: ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا، والظاهر أن معناه أن يوسف صلى الله عليه وسلم اختص على الناس بشطر الحسن واشترك الناس كلهم في شطره فانفرد عنهم بشطره وحده، وهذا ظاهر اللفظ، فلماذا يعدل عنه؟ واللام في الحسن للجنس لا للحسن المعين المعهود المختص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وما أدري ما الذي حملهم على العدول عن هذا إلا ما ذكروه، وحديث أنس لا ينافي هذا، بل يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الأنبياء وجها وأحسنهم صوتا، ولا يلزم من كونه صلى الله عليه وسلم أحسنهم وجها أن لا يكون يوسف اختص عن الناس بشطر الحسن، واشتركوا هم في الشطر الآخر، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد شارك يوسف فيما اختص به من الشطر وزاد عليه بحسن آخر من الشطر الثاني، والله أعلم. انتهى.

 وأما عن شجاعته صلى الله عليه وسلم: فقد قال المباركفوري في الرحيق المختوم: وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يجهل، كان أشجع الناس، حضر المواقف الصعبة وفر عنه الكماة والأبطال غير مرة وهو ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح، وما شجاع إلا وقد أحصيت له فرة وحفظت عنه جولة سواه، قال علي: كنا إذا حمي البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه ـ قال أنس: فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول: لم تراعو ا لم تراعوا ـ رواه مسلم. اهـ.

والله أعلم.