عنوان الفتوى : حكم التزام الصلاة على رسول الله بين الإقامة والصلاة كل يوم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يجوز أن يلزم الشخص الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم بين الصلاة والإقامة في كل صلاة؟ أي يملأ هذا الوقت بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الذكر، وقد جاء في الحديث الصحيح: فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا. رواه مسلم.

إلا أن التزامها في وقت معين، بصفة مستمرة، يُشعِر بأنها سنة في ذلك الوقت بعينه، ويوهم ذلك, وقد حكم العلماء بأن التزام عبادة معينة، في وقت معين، لم يأت الشرع بتخصيصها فيها، يعتبر بدعة.

قال الشاطبي - رحمه الله تعالى - في كتابه الاعتصام ممثلًا للبدعة: وَمِنْهَا: الْتِزَامُ الْعِبَادَاتِ الْمُعَيَّنَةِ، فِي أَوْقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ لَمْ يُوجَدْ لَهَا ذَلِكَ التَّعْيِينُ فِي الشَّرِيعَةِ، كَالْتِزَامِ صِيَامِ يَوْمِ النِّصْفِ مِنْ شعبان، وقيام ليلته. اهــ.

وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة مولده: فالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام قربة، والثناء عليه قربة، وإحياء ذكراه في القلوب قربة؛ لكن تخصيصها في هذا الوقت المعين بدعة؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يفعله، ولم يسنه لأمته، لا بقوله، ولا بإقراره، ولا بفعله، وكذلك الخلفاء الراشدون ... لا شك أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره بالثناء الحسن بدون غلوٍ، لا شك أنه قربى إلى الله عز وجل، سواءٌ فعل في تلك الليلة أم في غيرها، فتخصيصه في تلك الليلة يكون بدعة، وهو غير حسن. اهــ مختصرًا من فتاوى نور على الدرب.

فكذا لم يأت الشرع بالتزام الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بين الإقامة والصلاة، كما جاء بذلك في الصلاة نفسها مثلا؛ ولذا فإنه لا ينبغي أن تُلْتَزَمَ الصلاةُ في ذلك الوقت، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.