عنوان الفتوى : هل يجب إخبار الزوجة عن تقويم الأسنان، وزراعة الشعر؟
هل يجب إخبار الزوجة عن جراحات التجميل، كوضع تقويم للأسنان، أو زراعة الشعر؟ أم يعد إخفاؤه من الغش؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يجب الإخبار به عند إرادة الزواج إنما هو العيوب التي تمنع الوطء، كقطع الذكر، أو تنفر منها الطباع، كالبرص ، أو تُعدي وتضر الآخر، كالجذام، والجنون، فهذه - ومثلها - يجب الإخبار بها، ويعتبر كتمانها غشًّا يثبت معه خيار الفسخ للزوجة؛ لأنها تنافي مقتضى عقد النكاح من الإمتاع، والمعاشرة، وما ذكره عامة الفقهاء من عيوب النكاح مرجعها إلى هذه الضوابط الثلاثة، جاء في المغني: وَإِنَّمَا اخْتَصَّ الْفَسْخُ بِهَذِهِ الْعُيُوبِ؛ لِأَنَّهَا تَمْنَعُ الِاسْتِمْتَاعَ الْمَقْصُودَ بِالنِّكَاحِ، فَإِنَّ الْجُذَامَ، وَالْبَرَصَ يُثِيرَانِ نَفْرَةً فِي النَّفْس تَمْنَعُ قُرْبَانَهُ، وَيُخْشَى تَعَدِّيهِ إلَى النَّفْسِ، وَالنَّسْلِ، فَيَمْنَعُ الِاسْتِمْتَاعَ، وَالْجُنُونُ يُثِيرُ نَفْرَةً، وَيُخْشَى ضَرَرُهُ، وَالْجَبُّ، وَالرَّتْقُ يَتَعَذَّرُ مَعَهُ الْوَطْءُ، وَالْفَتْقُ يَمْنَعُ لَذَّةَ الْوَطْءِ، وَفَائِدَتَهُ. اهـ
وما وراء ذلك لا يعدّ من عيوب النكاح عند عامة الفقهاء، قال الموفق في المغني بعد ذكره لعيوب النكاح: وما عدا هذه فلا يثبت الخيار، وجهًا واحدًا، كالقرع، والعمى، والعرج، وقطع اليدين والرجلين؛ لأنه لا يمنع الاستمتاع، ولا يخشى تعديه، ولا نعلم في هذا بين أهل العلم خلافًا. اهـ
فإذا تقرر هذا علم أن جراحات التجميل التي هي مجرد تقويم للأسنان، أو زراعة للشعر لا يلزم إخبار الزوجة بها، وليس كتمانها من الغش.
والله أعلم.