عنوان الفتوى : ماذا يفعل التائب إذا سئل عن ماضيه؟ وهل يجوز الكذب؟
أنا شاب شاهدت أفلامًا إباحية، لكنني تبت ـ والحمد لله ـ وأنا الآن أحفظ القرآن، وأحاول ختمه، فماذا أفعل إذا سألني أحد عن المعاصي السابقة من أفلام إباحية، واستمناء، وغيرها؟ وهل أجيبه بالحقيقة أم أكذب عليه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن من ابتلي بذنب فعليه أن يستر نفسه، ولا يهتك ستر الله عليه، فلا يخبر بهذا الذنب أحدًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصاب من هذه القاذورات شيئًا فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ، وغيره.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري.
فعليك أن تصدق التوبة، وأن تستتر بستر الله تعالى، فإن من ستره الله في الدنيا ستره في الآخرة، ففي الحديث عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أذنب في الدنيا ذنبًا فعوقب به، فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبًا في الدنيا فستر الله عليه، وعفا عنه، فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه. رواه أحمد في المسند، وحسنه الأرناؤوط.
وقال ابن حجر في فتح الباري: وإذا تمحض حق الله فهو أكرم الأكرمين، ورحمته سبقت غضبه، فلذلك إذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة، والذي يجاهر يفوته جميع ذلك. اهـ.
وأما عن سؤال الناس لك: فلا تعترف لهم، وتخلص من الجواب بالتورية، أو قل لهم: أعوذ بالله، أو ما أشبه ذلك، وراجع الفتوى رقم: 37533.
والله أعلم.