عنوان الفتوى : لا يجب على مريد الصلاة التفتيش عن خروج إفرازات منه
أنا أعاني من الوسواس القهري، وأحاول كثيرًا أن أقضي عليه، ومشكلتي الصلاة خارج المنزل، فأنا في كل صلاة أدخل الخلاء وأفتش عن وجود إفرازات في ملابسي من عدمها، ثم أتوضأ وأصلي، ولكن الحمامات في الخارج في أغلب الأحيان غير نظيفة، فلا أحب أن أدخلها، وإذا توضأت في المنزل قبل الخروج فأخاف من نزول مذي أو صفرة - خاصة أن الشيطان يوسوس لي بأشياء لا أريد التفكير فيها؛ لكي أفتش عن المذي، وإذا كنت في الخارج أيضًا فتوضأت مباشرة فأخاف من نفس الشيء، فماذا أفعل؟ وماذا أفعل إذا خرجت متوضئة من المنزل، أو توضأت في الخارج دون أن أفتش عن إفرازات وصليت، ثم وجدت بعد ذلك إفرازات لا أعلم متى نزلت؟ وأخيرًا: ما لون رطوبات فرج المرأة؟ فأحيانًا أجد إفرازات بيضاء، وصفراء، ولا أعرف إذا كانت مذيًا، أو صفرة، أو من الرطوبات - جزاكم الله خيرًا -.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فرطوبات فرج المرأة هي إفرازات بيضاء تعرفها النساء، وهي طاهرة على الراجح، فلا يجب الاستنجاء منها، ولكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928
والذي ننصحك به هو أن تدافعي هذه الوساوس، وألا تلتفتي إلى شيء منها، ولا يلزمك التفتيش والنظر هل خرج منك شيء أو لا؟ بل يكفيك العمل بالأصل، وهو أنه لم يخرج منك شيء، فإذا توضأت في بيتك وخرجت فصلي، ولا تبحثي، ولا تنظري، وصلاتك صحيحة ما لم تتيقني يقينًا جازمًا أنه قد خرج منك ما ينقض الوضوء.
وإذا وجدت بعد الصلاة شيئًا من هذه الإفرازات، فإنها تضاف إلى أقرب زمن يحتمل خروجها فيه، فإن احتمل خروجها بعد الصلاة فصلاتك محكوم بصحتها، وانظري الفتوى رقم: 138675.
وإذا شككت في الخارج هل هو مذي، أو رطوبة فرج، فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم أحد الأشياء المشكوك فيها - كما هو قول الشافعية، وبه نفتي - وانظري الفتوى رقم: 158767.
والله أعلم.