عنوان الفتوى : طهارة من تنجست يده من رطوبة عطر كحولي
إذا صافحت أحدا فإن رائحة العطور تنتقل إلى يدي فتتنجس، فكيف أطهر يدي؟ وهل يكفي الماء للتطهير، مع العلم أن الماء لا يزيل الرائحة من اليد حيث أغسل يدي بالماء مدة، لكن الرائحة لا تزول، وهل يجب علي غسل يدي بالصابون حينما أصافح أشخاصا تعطروا بالعطور الكحولية؟ أم يكفي الماء، مع العلم أن وجوب الغسل بالصابون شاق جدا، فمثلا إذا كنت عند أناس وصافحت أحدا وانتقلت رائحة العطور الكحولية ولم أجد الصابون فإنه يشق علي الأكل عندهم، إذ بذلك تنتقل النجاسة، لأن الأكل ليس جافا وبذلك تتنجس يدي وفمي، وكذلك في المدرسة، فدائما أصافح زملائي المعلمين فتنتقل الرائحة إلى يدي فيشق علي كثيرا، لأنني لا أجد الصابون، والصابون الموجود صابون سائل يحتوي على كحول... ملاحظة: إذا كان جوابكم أنه بهذا لا تنتقل النجاسة لأن اليد جافة، أقول لكن أحد أوصاف النجاسة الثلاثة انتقل وهو الرائحة، وأيضا في الغالب في المدرسة أصافح أشخاصا في أيديهم بلل، بل وأكثرهم تعطيرا ليده يده تعرق كثيرا وتعرق يدي كثيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اتضح لنا من أسئلتك أنك مصاب بداء الوسوسة، وهو داء لا علاج له غير الإعراض عنه وعدم الالتفات إليه، فاتق الله تعالى في نفسك ولا تشغلها بالوساوس واعلم أن أسوأ الاحتمالات أن تكون يدك قد تنجست من رطوبة عطر انتقلت إليها من يد المصافح فيكفيك غسلها بالماء ولو بقيت رائحة العطور، ولا يلزمك استعمال الصابون ثم إن جفوف يد المصافح هو الأصل واحتماله هو الغالب، فلا يحكم بنجاسة يدك إلا بيقين، وراجع الفتوى رقم: 128341، وتوابعها.
وانتقال رائحة النجاسة وحدها لا ينجس، فالتزم ما ذكرناه لك من الإعراض عن الوساوس والبقاء على اليقين، بل ما دمت موسوساً فللموسوس رخصة أن يأخذ بأخف الأقوال حتى يعافيه الله تعالى، كما بينا في الفتوى رقم: 181305
فإن اشتبه عليك، فلك الأخذ بالقول بطهارة العطور، بل وطهارة الكحول حتى تُعافى، ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة. وننصحك بملازمة الدعاء والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.