عنوان الفتوى : كيف تتصرف مع زوجها ؟
أنا متزوجة منذ 17 سنة من رجل ملتزم خلوق ، ويساعد الناس ، وطيب القلب ، ويعمل في الدعوة ، ويحافظ على الصلاة ، وقد كنت على الدوام أنظر إليه بأنه رجل قدوة ، وهي الصورة التي أريد أن أحافظ عليها له طوال حياتي ، ولكن حدثت مشكلة قبل سنتين جعلتني أعيش في معاناة حقيقية ، فلدينا 3 أطفال؛ البنت الكبرى عمرها 16 سنة ، وابننا الثاني عمره 14 سنة ، ويحفظ القرآن ، والبنت الصغرى عمرها 9 سنوات ، والمشكلة بدأت عندما أخبرتني ابنتي الصغرى أن والدها على مدار عدة أسابيع كان يمسك يدها ويضعها على موضع عورته من فوق ملابسه ، ثم يطلب منها أن تضغط بيدها عليه ، حيث كان يستغل فرصة بقائها معه أثناء انهماكي في عمل المنزل ، وما إن علمت حتى واجهته بالأمر ، فاعتذر عن فعلته ، وأخبرني أنه لا يدري ما الذي حدث له ، وأقسم على القرآن أن لا يعود لذلك مرة أخرى ، وعلى الرغم من مسامحتي له إلا إنني لا أستطيع تخطي الأمر أو نسيانه ، فكل ما أفكر فيه هو حماية ابنتي وإبقائها بعيداً عنه حيث أبقيها عند جدها وجدتها وبالفعل أجد صعوبة أن تعود الحياة إلى طبيعتها ، فأنا لا أستطيع نسيان ما فعل ، فنحن ملتزمون ، وأنا ألبس النقاب ، ولكن زوجي فعل فعلته هنا في المنزل ، وهذا الأمر يجعلني دائمة البكاء ، فما هي نصحيتكم ؟ كيف يمكنني التعامل مع هذه المشكلة ؟
الحمد لله
الظاهر من ملابسات هذا التصرف أنه أمر عارض طاريء على زوجكِ ، ذلك بأنه لو كان سلوكا راسخا مستقرا فيه لأوشك أن يتعدى حدوده لما هو أكثر من الفعل المذكور مع ابنتكم الصغرى ، أو لربما تعدى كذلك ليظهر مع ابنته الكبرى .
وبناء على ما نرجو من أن يكون أمرا عارضا على خلقه وسلوكه ، فينبغي التأمل بدقة في ملابسات هذه الفترة واحتياجات زوجك العاطفية والجسدية فيها ، لأن افتقاد الرجل للإشباع العاطفي أو الجسدي ، مع ضعف مراقبته لله أثناء هذا الافتقاد : ربما أدى به إلى التماس ما يشبع عاطفته ، أو شهوته ، من الحرام المتاح له آنذاك .
والظن بزوجك ، بحكم صلاحه واشتهاره بالدين والخلق بين الناس : أنه يصعب عليه أن يلتمس هذا الحرام من خلال امرأة أجنبية أو مشاهدة الأفلام الإباحية مثلا ، فغالب الظن أن ما وقع له مع ابنتك وقع عرضا ، في لحظة شهوة وغفلة منه .
ومما يؤكد جريان الأمر على هذا النحو أنه أقر وأقسم على عدم تكرار هذا مرة وأخرى ، وكان مما قال : إنه لا يدري ما الذي حدث له ؟
ونصيحتنا لكِ أختنا الفاضلة
.
أن تنظري في حال زوجك بعد ما حدث منه ما حدث، وقبل ذلك أيضا .
فإن كنت تعلمين من حاله الاستقامة فيما سبق ، وحسن الإنابة والتوبة إلى الله ،
وأنها كانت هفوة وزلة ، ندم عليها ، وأناب : فعودي إلى ما كان بينكما من العشرة
بالمعروف ، وجاهدي نفسك على ذلك ، ولا تجعلي هذا السلوك العارض على دينه وخلقه
حاجزا معكرا لصفو حياتكما الزوجية .
ولا بأس أن تجري معه نقاشا هادئا لمعرفة الملابسات النفسية التي أحاطت به هذه الفترة ، وعلاجها ، واتخاذ التدابير الواقية من تكرار حدوثها ، إن كنت ترين أن مثل هذا النقاش : ممكن بينكما ، ومفيد ـ أيضا ـ لكما .
ولو بقي هذا الحاجز النفسي الحائل دون استمرار حياتكما على طبيعتها فننصح باستشارة أخصائي نفسي متخصص فيما يسمى بالاستشارات الزوجية Couples counselling ، لما في ذلك من كشف لمواطن الخلل الدقيقة ومعالجتها بشكل عملي فعال .
ومن طرفك : فلا حرج عليك في أن تكوني يقظة لحال بيتك ، وحال بناتك ، وسد المنافذ على الشيطان ، أن يوقع زوجك في مثل ذلك مرة أخرى ، واتخاذ التدابير التي تحول دون تمكن زوجك من مثل ذلك ، لو سول له الشيطان .
والنصيحة لك كذلك بأن تعلمي بناتك - سلمهن الله - التعامل الصحيح مع مثل هذه المواقف ، بردود الأفعال الحازمة السريعة مقابل لمس أحد الأقرباء أو الغرباء لمحل العورات من أجسادهن ، أو مقابل طلب أحدهم لذلك منهن ، وذلك بالابتعاد الفوري عن هذا الشخص ، ورفع الصوت بطلب النجدة إذا تطلب الأمر ، ثم الإخبار المباشر لأحد الكبار من الأولياء أو الأوصياء عن هذا السلوك للتعامل الحازم مع صاحبه .
وبذلك يتم تجنب استمرار هذه
السلوكيات المشينة وتكرارها ، ويتسنى لنا التعامل الحازم مع مقترفيها وأصحابها .
والله تعالى أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |