عنوان الفتوى : التائب من المعاصي هل يبقى له ثواب طاعاته التي عملها من قبل
شخص فعل كثيرا من أعمال الخير كالبكاء من خشية الله وغير ذلك، ولكنه فعل بعض الكبائر بعد أن كان محسنا، ثم تاب وندم وعاد إلى الأعمال الصالحة وتاب مما فعل وعاد محسنا كما كان، فكون هذا الشخص فعل الخير الكثير ثم فعل الكبائر ثم تاب، هل ذنوبه تلك تحبط ما كان يعمل من خير قبلها؟ وإذا كانت محبطة لعمله السابق، فهل يعود إليه ثواب حسناته الماضية بعد أن تاب إلى الله توبة صادقة؟ وهل يعود إليه ثواب حسناته كالبكاء من مخافة الله وغيره بعد توبته من الكبائر والمعاصي؟. أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تاب هذا الشخص من تلك الكبائر توبة صادقة نصوحا، فإن الله تعالى يقبل توبته ويقيل عثرته ويعود كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
ويعود إليه ثواب كل طاعاته التي عملها قبل معصيته تلك، قال العلامة ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى: ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ـ ودلت الآية بمفهومها، أن من ارتد ثم عاد إلى الإسلام، أنه يرجع إليه عمله الذي قبل ردته، وكذلك من تاب من المعاصي، فإنها تعود إليه أعماله المتقدمة. انتهى.
وبه يتبين جواب سؤالك وأن هذه الذنوب لا تؤثر في طاعاته إحباطا ما دام قد تاب منها، وأن ثواب طاعاته باق له موفر عليه ينتفع به في الآخرة إذا صدقت توبته وكانت توبة نصوحا.
والله أعلم.