عنوان الفتوى : لا يجوز اتهام أحد بعمل السحر دون بينة
أبي متزوج بامرأة أخرى، والوالدة متوفاة، وزوجته تسحرنا، رأيتها تبخر، ودائما عندما تسلم عليها تدهن يديها بنوع من الكريمة، ووجدت بعض الأشياء السحرية في البيت، عن طريق المشايخ. وكلما ذهبت لشيخ يظهر أنه يتعامل بأسلوب لا يجوز، فنلغي الموضوع. ما الحل هل نتعامل بالمثل أم ماذا؟ تحاول أن تأخذ كل ما يملك أبي لأطفالها، وتحرض أبي علينا، والمشكلة هو أيضا لا يفكر إلا بأطفاله من الزوجة الثانية؛ لأنه يرى الشباب عائقا، دائما يطلبون فقط، يقول: أنتم الشباب ليس لكم عندي شيء. ذهبت لشيخ، قال لي: هذه أصبحت ساحرة، عد إلي بعد أيام، ولكني وجدته يتعامل مع الجان- والعياذ بالله- فاستغفرت ربي، ولم أرجع له. هل يجوز أن ندعه يسجل كلما يملك لهم ونسكت؟ إخوتي تعبوا نفسيا من الوضع، لا أحد يستطيع أن يأكل شيئا من البيت، أخي الكبير مريض نفسيا أو روحيا الله يعلم، فاقد للشخصية. أفيدونا بالله عليكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 127082 أن بينا أنه لا يجوز اتهام أحد بعمل السحر بغير بينة، فراجع هذه الفتوى.
وما ذكرت من أمر البخور أو الكريمة في اليد لا يدل دلالة قاطعة على أنها تقوم بعمل السحر. ومن غلب على ظنه أنه متأثر بشيء من السحر، فليسع في علاجه بالرقى الشرعية، ويمكن مطالعتها في الفتوى رقم: 5252 ، والفتوى رقم: 4310.
وإتيان السحرة والكهان، أمر محرم، وكبيرة من كبائر الذنوب، فلا يجوز الإتيان إليهم ولو لمجرد السؤال، فضلا عن تصديقهم، والاستعانة بهم؛ وانظر الفتوى رقم: 32989. والمعاملة في العقوبة بالمثل جائزة، ولكن لها ضوابطها التي أوضحناها في الفتوى رقم: 118643.
ويجب على أبيكم العدل بين أولاده في العطية، فلا يجوز له أن يميز أحدهم بشيء لغير أمر معتبر شرعا، ولا يحق لزوجته أن تؤثر أولاده منها بشيء من ماله، ولا يجوز لها التصرف في ماله بغير إذنه. فعلى كل، فلكم الحق في مطالبة أبيكم بالعدل بينكم وبين بقية أولاده. ونفقة الأبناء البالغين، ووجوبها على الأب، محل خلاف بين الفقهاء، وقد سبق هذا الخلاف في الفتوى رقم: 66857.
وفي الختام نوصي بالحرص على التفاهم مع الأب، وينبغي أن يكون ذلك بلطف، ولين، وأدب، واحترام؛ لعظيم حق الوالد، ووجوب بر الولد به وإحسانه إليه، ومن حق الوالد أن يحسن إليه ولده وإن أساء، كما هو مبين في الفتوى رقم: 3459. ويمكنكم أن تشفعوا إليه بالمقربين إليه ممن ترجون أن يستجيب لكلامهم من الأصدقاء، أو الأقرباء.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.