عنوان الفتوى : الكذب بسبب صعوبة النطق
أحيانا اضطر أن أكذب ؛ وذلك بسبب مشكلة في النطق لدي وهي صعوبة النطق ، واحتباس للكلام ، علما بأم الاحتباس لا يأتي إلا عندما أتحدث مع الناس فقط ، ومع البعض يختفي تماما فهل أذنبت بكذبي هذا ؟
الحمد لله
أولا :
عدم القدرة على النطق ، أو اضطرابه : عرض طبي معروف من أعراض ما يسمى بالرُّهَاب
الاجتماعي Social Phobia أو ما يسمى باضطراب القلق الاجتماعي Social Anxiety
Disorder ، وهذا الاضطراب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا ، ويظهر في صورة خوف ،
أو قلق ، شديدين عند الحديث أمام الغرباء ، أو ممارسة أي نشاط في حضورهم .
وعادة ما يلجأ المبتلى بهذا الاضطراب إلى الكذب ، فيما يتعلق بالسبب وراء صعوبة نطقه ، أو احتباس كلامه ، تحرجا من الغرباء ، ورغبة منه في ستر هذا الداء .
وعلاج هذا الاضطراب وما يترتب عليه من أعراض له مسالك معروفة عند الأطباء :
منها : العلاج المعرفي السلوكي CBT ، وهي جلسات كلامية يقوم بها طبيب نفسي ، أو
متخصص في علم النفس العلاجي ، يتم فيها تغيير السلوكيات السلبية ، من خلال تحليل
ومناقشة الأفكار السلبية ، وما يترتب عليها من مشاعر سلبية ؛ ذلك بأن مدار صحة
الإنسان النفسية على هذه المحاور الثلاثة : الأفكار ، وما يترتب عليها من مشاعر ،
وما يترتب عليهما من سلوك .
ومنها : العلاج الاسترخائي ، وهو عبارة عن مجموعة من تمارين التنفس والاسترخاء ، التي تساعد على الهدوء ، والتقليل من حدة القلق ، وآثاره المتعلقة بانقباض العضلات وتشنجها ، وهذا العلاج من الوسائل الفعالة جدا في التخلص من أعراض اضطراب القلق الاجتماعي .
ومنها : العلاج الدوائي ، وذلك بالمداومة على صنف من أصناف مضادات الاكتئاب -
التي هي مضادات للقلق كذلك - تحت إشراف طبيب مختص .
ثانيا :
الواجب شرعا - والحالة هذه - أن تأخذ بأسباب علاج هذا الاضطراب ، وأن تسعى فيها بكل
قوتك ، لأن الكذب على خلفية هذا الاضطراب من الممكن أن تتحكم فيه أحيانا ، ومن
الممكن أن يتحكم هو فيك أحيانا أخرى ، ولا سبيل - بعد فضل الله ورحمته - للتخلص من
هذه الأعراض السلبية إلا بالعلاج على الوجه الذي سبق ذكره ، ومجاهدة النفس على ترك
الكذب في أمرك كله .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |