عنوان الفتوى : مذاهب العلماء في تسوية الصفوف
هل علي إثم إذا كان المصلي بجانبي يرفض إلصاق قدمه بقدمي وكلما قربت قدمي منه أبعد قدمه عني وتصبح بيننا فرجة كبيرة علماً بأن الأغلبية من الإخوة الأتراك الموجودين في المسجد لا يلاصقون أقدامهم وتكون الفرج كثيرة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في جملة من الأحاديث الصحاح الأمر بتسوية الصفوف، ومن تسويتها سد الفرج من تلك الأحاديث حديث النعمان بن بشير المتفق عليه، ولفظه كما في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم).
وقد اختلف أهل العلم في حكم تسوية الصف، حيث ذهب بعضهم إلى أن تسويته واجبة يترتب على تاركها الإثم، مستدلا بما أخرجه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه قدم المدينة فقيل له: ما أنكرت منا منذ عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:( ما أنكرت شيئاً إلا أنكم لا تقيمون الصفوف).
وبالأمر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سووا صفوفكم). متفق عليه
ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي). رواه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري)، قال أنس -وهو الراوي للحديث- وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه. رواه البخاري.
إلا أن الجمهور ذهبوا إلى سنية تسوية الصفوف وتأكدها، ولا إثم عندهم على تاركها، وإن كان قد فاته خير كبير، وفضل عظيم.
والحاصل أن تسوية الصفوف سنة مؤكدة، وليست بواجبة عند جمهور العلماء، وعلى هذا فمن تركها لا يأثم، والذي يطلبها من الأخرين ولا يستجيبون له قد فعل ما عليه.
والله أعلم.