عنوان الفتوى : كثرة المنكرات وضيق صدر مرتكبيها من الإنكار لا يبرر الترك
أحيانا أكون في مجلس تكثر فيه المخالفات من كلام وأفعال، فهل علي نصحهم عن كل منكر يفعلونه، أم أتصيد الأوقات المناسبة، لأنه قد يشق علي نصحهم كثيرا، فليست لدي مهارة في النصح، كما أنهم سيشعرون بالضيق، وما أقصده من مخالفات مثل مشاهدة المسلسلات والتدخين والغيبة أو قول عبارات خاطئة ... وهذه الأمور منتشرة في محيطي.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالواجب عليك إذا سمعت منكرا أن تنكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
ولا يسعك إن سمعت منكرا أن تسكت عنه بحجة كثرة تلك المنكرات في المجلس وبحجة أنك لو أنكرت عليهم تضايقوا، قال الغزالي: فكل من شاهد منكرا ولم ينكره فهو شريك فيه، فالمستمع شريك المغتاب، ويجري هذا في جميع المعاصي. اهـ.
وإذا أحسنت الإنكار عليهم من أول منكر يفعلونه وبينت لهم برفق وحكمة أنه منكر وأنه يجب الكف عنه فإنهم في الغالب سيحترزون من غيره من المنكرات بحضورك, وإن علمت أنهم قوم يكثرون من المنكرات وعلمت من نفسك أنك لا تحسن الإنكار أو أنهم لا ينتصحون ولا يزول المنكر بإنكارك، فإنه لا يجوز لك الجلوس معهم, وقد بينا في الفتوى رقم: 177371، أن مجالسة من يرتكب المنكر مع القدرة على مفارقته ومع عدم الإنكار عليه غير جائز، وذكرنا الأدلة على ذلك فانظرها.
وانظر أيضا للفائدة الفتوى رقم: 225598، عن شيء من فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والله أعلم.