عنوان الفتوى : من فاتته الجماعة بعذر ينال ثوابها كاملا
صليت المغرب في المسجد وعند خروجي من المسجد تذكرت أنني صليت بدون وضوء، حيث خرج مني ريح قبل ذلك، وعندما رجعت إلى المنزل توضأت وأعدت صلاتي، فهل لي أجر الجماعة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد أحسنت في إعادة الصلاة حين تبين لك أنك صليتها على غير طهارة, وتؤجر على الإعادة ـ إن شاء الله تعالى ـ لأنك فعلت ما أمرك الله به, كما يُرجى لك أن تحصل على أجر الجماعة, وقد نص أهل العلم على أن من نوى عملاً وبذل ما يقدر عليه ثم حال بينه وبين إتمامه عذر أن له ثواب العمل كاملاً، واستدلوا على ذلك بأدلة منها: ما رواه الشيخان من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ.
فهؤلاء الرجال كانوا قاصدين للجهاد في سبيل الله، راغبين فيه، لكن عجزوا فصاروا بمنزلة المجاهد، وأيضا: بما رواه البخاري مرفوعا: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا...
قال شيخ الإسلام: وَهَذِهِ قَاعِدَةُ الشَّرِيعَةِ: أَنَّ مَنْ كَانَ عَازِمًا عَلَى الْفِعْلِ عَزْمًا جَازِمًا وَفَعَلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْهُ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْفَاعِلِ.... كَمَا جَاءَ فِي السُّنَنِ: فِيمَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ ذَهَبَ إلَى الْمَسْجِدِ يُدْرِكُ الْجَمَاعَةَ فَوَجَدَهَا قَدْ فَاتَتْ أَنَّهُ يُكْتَبُ لَهُ أَجْرُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ. اهـ.
والله أعلم.