عنوان الفتوى : كيف يجتمع بغض المشرك لدينه مع محبته لقرابته
علمنا أن بغض المشركين وانتفاء محبتهم لدينهم شرط لتحقيق البراءة من الشرك وأهله التي هي من صلب تحقيق أصل الدين، ولكن لما رأينا نصوص السلف في مصنفاتهم التي حوت لفظ: محبة المشركين لقرابتهم، ونحو ذلك ـ فرقنا بين محبة المشركين لدينهم ومحبتهم لغير ذلك كقرابة أو مصاهرة ونحو ذلك، وسؤالي هو: كيف تتحقق المحبة والبغض التي محلها واحد وهو القلب في آن واحد والله يقول: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من اجتماع الحب والبغض لشيء واحد طالما اختلف وجه تعلقهما به، فيمكن اجتماع حب الشيء من وجه وبغضه من وجه آخر، كما في الدواء مثلا، وكذلك القريب الكافر يحب محبة طبيعة فطرية لأجل قرابته، ويبغض بغضا دينيا لأجل كفره، فالحب والبغض لم يتواردا على وجه واحد، أما غير الممكن: فهو اجتماع الحب والبغض لذات الشيء من نفس الوجه، فهذا من اجتماع الضدين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فلا يتصور اجتماع إرادتين تامتين للضدين، لكن قد يكون في القلب نوع محبة وإرادة لشيء ونوع محبة وإرادة لضده، فهذا كثير، بل هو غالب على بني آدم لكن لا يكون واحد منهما تاما. اهـ
وانظر الفتوي رقم: 128403.
والله أعلم.