عنوان الفتوى : تضعيف حديث ( إِنَّ عِيسَى لَمْ يَمُتْ ، وَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَيْكُمْ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ )
ما صحة هذا الحديث : عن حسان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لليهود : ( لم يمت عيسى ، وسيعود قبل يوم القيامة ) الطبري (7133) ؟
الحمد لله
قَالَ الْحَسَنُ : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْيَهُودِ : (
إِنَّ عِيسَى لَمْ يَمُتْ ، وَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَيْكُمْ قَبْلَ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ) " .
رواه الطبري في " جامع البيان " (5/448) من طريق المثنى، وابن أبي حاتم في "
التفسير " (4/1110) من طريق أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، كلاهما (المثنى وأحمد)
قالا : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع بن أنس ، عن الحسن به
مرفوعا .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، لا يقبل الحديث الوارد عن طريقه ، بسبب ما فيه من العلل ،
وهي :
العلة الأولى : أبو جعفر الرازي ، والد عبد الله ، نص أكثر علماء الجرح والتعديل
على تضعيف حديثه ونكارته ، ورد ما ينفرد به .
قال أحمد بن حنبل : ليس بقوي في الحديث .
وقال يحيى بن معين : يكتب حديثه ولكنه يخطئ .
و قال أبو زرعة : شيخ يهم كثيرا .
وقال النسائي : ليس بالقوي .
وقال ابن حبان : كان ينفرد عن المشاهير بالمناكير ، لا يعجبني الاحتجاج بحديثه إلا
فيما وافق الثقات . ينظر " تهذيب التهذيب " (12/57)
العلة الثانية : عبد الله بن أبي جعفر :
قال ابن حبان : يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه . ينظر " تهذيب التهذيب "
(5/177)
العلة الثالثة : الربيع بن أنس :
قال فيه ابن حبان : الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه ؛ لأن في
أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا . ينظر " تهذيب التهذيب " (3/239) .
وهؤلاء الرواة الثلاثة المذكورون في الإسناد : من أهل العلم من يوثقهم ، ويرى
حديثهم محفوظا ، في وجوه أخرى للأسانيد ؛ لكن هذه السلسلة ، مجتمعة : عبد الله بن
أبي جعفر ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ؛ سلسلة ضعيفة ، وفي نسختها الحديثية : نكارة
عند أهل العلم ، كمثل ابن رجب ، وابن القيم ، وغيرهما .
العلة الرابعة : الإرسال ، فالحسن البصري لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هو
من الطبقة الوسطى من التابعين ، توفي سنة (110هـ)، ومراسيله من أضعف المراسيل عند
العلماء ، لكثرة من أخذ عنهم من الشيوخ الضعفاء .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |