عنوان الفتوى : تحريف الإنجيل والتوراة
متى كان تحريف الإنجيل والتوراة؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
يقول الدكتور محمد البنا – مسئول النطاق الشرعي بموقع إسلام أون لاين :
الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيرا، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم.
معنى الإقامة هنا ليس كما ذكر بل معناها هو أن نقيم حقها وأصلها الذي جاء من عند الله تعالى بدون تحريفهم ومن ذلك التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم، وإليك أقوال المفسرين في الآية ليتبين لك الحق في المسألة:
يقول القرطبي في قوله تعالى :”قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين”
قال ابن عباس: جاء جماعة من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ألست تُقر أن التوراة حق من عند الله؟ قال: (بلى). فقالوا: فإنا نؤمن بها ولا نؤمن بما عداها فنزلت الآية أي لستم على شيء من الدين حتى تعملوا بما في الكتابين من الإيمان بمحمد عليه السلام، والعمل بما يوجبه ذلك منهما وقال أبو علي: ويجوز أن يكون ذلك قبل النسخ لهما.
وفي تفسير ابن كثير: إذا أقمتموها حق الإقامة، وآمنتم بها حق الإيمان، وصدقتم ما فيها من الأخبار بمبعث محمد صلى اللّه عليه وسلم ونعته وصفته، والأمر باتباعه ونصره ومؤازرته، قادكم ذلك إلى الحق واتباع الخير في الدنيا والآخرة.
وفي جامع البيان للطبري: حتى تقيموا حتى تعملوا بما فيه حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم مما جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم من الفرقان، فتعملوا بذلك كله وتؤمنوا بما فيه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه، وتقروا بأن كل ذلك من عند الله، فلا تكذبوا بشيء منه ولا تفرقوا بين رسل الله فتؤمنوا ببعض وتكفروا ببعض، فإن الكفر بواحد من ذلك كفر بجميعه، لأن كتب الله يصدق بعضها بعضا، فمن كذب ببعضها فقد كذب بجميعها.
والله أعلم .