عنوان الفتوى : يعد المرتب الحاصل عليه من شركة التأمين مباحاً إن كنت جاهلاً بحرمة هذا العمل
بسم الله الرحمن الرحيم لقد عملت في إحدى شركات التأمين لفترة زمنية معينة ثم تركت العمل بها وعندما تركت العمل بها ظل معي مبلغ من المال كنت أدخره لنفسي وأنا الآن أعمل في مجال آخر لا تشوبه الشبهة الشرعية سؤالي هو : هل الانتفاع بهذا المبلغ حلال أم حرام؟ ولو كان هذا المال حراما فهل يجوز لي اعتبار كافة المبالغ التي دفعتها من راتب الوظيفة الجديدة جزءاً من المبلغ الحرام ؟ بحيث يبقي في ذمتي المبلغ المتبقي. مع العلم أن المبلغ الذي أشك في شرعيته مودع في أحد البنوك الإسلامية ولم أخلطه مع الراتب الحلال وأنه لاتوجد لدي أية نية للتحايل على الشرع. و إذا كان هذا المال محرما شرعا فسوف أتخلص منه عن طيب خاطر بالرغم من حاجتي إليه .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إن كنت جاهلا بالحكم الشرعي أثناء عملك الأول فإن المرتب الذي كنت تتقاضاه لا حرج عليك في استعماله إن كنت تبت إلى الله بعد ما علمت بحرمة العمل في ذلك المجال فإن الله تعالى يقول في حق المال المكتسب من الربا ( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) [ البقرة :275] والأورع لك أن تتخلص منه في شيء من أوجه الخير والبر لأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما أخبره غلامه أنه أطعمه طعاما أخذه من شخص قد تكهن له الغلام في الجاهلية ، لما أخبره بأصل هذا الطعام أدخل أبو بكر يده في فيه فقاء كل شيء في بطنه والقصة في صحيح البخاري . أما إذا كنت عالما بحرمة العمل في ذلك المجال أثناء عملك فيه فإنه يجب عليك أن تتخلص مما تبقى عندك من ذلك المال وأن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا وتكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة عسى الله أن يتوب عليك ، وعليك تجنب الحيل في التخلص منه . والله تعالى أعلم