عنوان الفتوى : لا تضيع ثواب الصلاة في المسجد بسبب العلاقة غير الجيدة مع الإمام
نادرًا ما أصلي في المسجد, رغم أن سكني قرب المسجد, وأفضل الصلاة في المنزل؛ لأني علاقتي بالإمام ليست جيدة, خاصةً أني أعلم ظلمه لغيره, وحبه الشديد للمال, وجعله ابنه مؤذنًا؛ رغم رداءة صوته, فانصحوني - جزاكم الله خيرًا -.
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمساجد هي بيوت الله في أرضه, وهي خير بقاع الدنيا، وقد مدح الله عمارها بقوله: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ {التوبة:18}، وقال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) {النور}.
ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد، والأحاديث في فضل عمارة المساجد, والغدو إليها, والرواح, والمكث فيها, وانتظار الصلاة كثيرة جدًّا.
وأنت - أيها الأخ الكريم - تحرم نفسك من هذا الفضل العظيم, والثواب الجسيم بسبب تلك التلبيسات الشيطانية، فالذي ننصحك به أن تدع تقاعسك عن الصلاة في المسجد, فإنه من كيد الشيطان، بل احرص على عمارة المساجد؛ طلبًا للثواب, وحرصًا على الخير.
وأما مخالفات هذا الإمام: فإنها عليه هو, ولا يضرك شيء منها، ثم انصحه بلين ورفق فيما كان مخطئًا فيه, فالمؤمنون نصحة، وإن لم ينتصح فقد أديت ما عليك, ولا عليك من ظلمه شيء, بل تبعة ذلك عائدة عليه، فلا تحرم نفسك من الخير العظيم بهذا السبب، ثم اعلم أن بعض العلماء أوجب شهود الجماعة في المسجد، وهذا القول - وإن كان خلاف الراجح عندنا - لكن الخروج من خلاف العلماء أولى وأبرأ للذمة.
والله أعلم.