عنوان الفتوى : تعاني من مشكلات مع زوجها الذي تزوجته تحت ضغوط أمها وبدون موافقة أبيها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

تعمل صديقتي ـ بإذن زوجها ـ عملاً ليلياً في مكان مختلط ، وتريد أن تعمل في نوبة صباحية أيضاً حتى يصل سقف راتبها إلى 18600 جنيه استرليني ؛ لكي تستطيع استخراج الفيزة لزوجها الذي يعيش في آسيا ، ولعلها لن تستطيع الوفاء بهذا الشرط ما لم تضمن أوراق المعاملة كذبة صغيرة تتحايل بها على القانون ، والمشكلة في هذا كله أن زوجها على ما يبدو غير مقدِّر للجهد الذي تبذله ، ولطالما اشتكت إليَّ سلوكه السيئ ، وسوء معاملته لها، على أنها لا تنكر أن الزواج في بادئ الأمر كان رائعاً ، وأنها قضت معه أياماً طيبة آنذاك ، لكنه تغير كثيراً نحوها ، وصار يعاملها بشكل سيء ، ورسائلها التي ترسلها لي أكبر دليل على ذلك ، فقد أرسلت لي على سبيل المثال ذات مرة تحكي كيف أنها تكرهه ، وأنها تزوجته بغير رغبتها، بل بضغط من أمّها ، وفي رسالة أخرى تحكي لي أنها لا ترى أفقاً واضحاً لمستقبل هذا الزواج ، وأنها لم تسع لإحضاره إلى بريطانيا إلا إرضاء لوالدتها ،وأنه حتى ولو اجتمع بها فلن تحبه مطلقاً ؛ لأنه لا يمكن نسيان ما صنع بها.. الخ ، وأصبحت في حيرة من أمرها ، وقد كانت تزوجته بترتيب من قبل والدتها هناك في أفغانستان منذ ثلاث سنوات دون موافقة أبيها الذي لا أعلم عنه شيئاً . وهنا أتساءل عن ما هو دوري تجاهها وهي في هذه الحالة ؟ وأعتقد أن جلّ توترها وحزنها هو بسبب هذه الأمور، بل لقد قالت بنفسها : إن زوجها هو مصدر كل ما تعانيه ، فأرجو منكم النصح ، كما أرجو نشر السؤال على الموقع حتى أتمكن من عرضه عليها.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق


الحمد لله
يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل ، وذلك وفق ضوابط معينة سبق بيانها في الفتوى رقم : (106815).
وما ذكرت من كون صديقتك تعمل في مكان مختلط ، وفي عمل ليلي ، وفي بلد غير مسلمة : فهذا العمل لا يخلو من جملة من المحرمات في العادة ، فعليها أن تتقي الله سبحانه وتتوب إليه من مثل هذا العمل المخالف للشريعة الغراء.
ولا يجب عليها أن تسعى لإحضار زوجها إذا كان هذا السعي سيترتب عليه عمل محرم ، كالاستمرار في عمل لا يجوز ، أو كذب في الإجراءات القانونية ، فإن الكذب محرم ولو كان في شيء يسير ، وقد سبق بيان أنه ينبغي على المسلم ، خاصة من يعيش في المجتمعات الكافرة ، أن يكون حرصه على الصدق ، وتجنب الكذب مع الكفار ، أشد من حرصه على ذلك مع المؤمنين ؛ فإن تحريه للصدق ، وربط ذلك بتعاليم دينه ، نوع من الدعوة العملية لغير المسلمين : أن يروا ما يدل عليه الدين من مكارم الأخلاق ، وربما كان ذلك داعية لأن يدخل بعضهم في دين الله .
أما إذا ظهر المسلم بصورة الكاذب أو المخادع ، أو غير ذلك من الصفات الذميمة أمام غير المسلم ، فقد يصده ذلك عن الدين ويبغض أهله إليه ، فليراجع ذلك في الفتوى رقم : (175632).

أما زواجها من هذا الرجل بدون موافقة أبيها ، فهو خطأ ، ولا يجوز للمرأة أن تتزوج بدون إذن وليها ، لكن ما دام ذلك قد تم ووقع فإنه يحكم بصحة النكاح ، وينظر في هذا الفتوى رقم : (132787) .

وأما مشكلاتها مع زوجها فننصحها بالصبر عليه ، وأن تكثر من دعاء الله تعالى ، وسؤاله ، والتضرع إليه أن يصلح لهما الحال والبال ، وأن يوفقهما لأرشد الأمور وأحبها إليه سبحانه .
ولتعلم أن القلوب بيد الله سبحانه ، وأن من سنته سبحانه في عباده أن يقلبهم بين العسر واليسر ، والضيق والسعة ، ليبتلي شكرهم وصبرهم ، وقد اعترفت هذه الزوجة بنفسها أنها قد عاشت مع زوجها في بداية زواجهما أياما وصفتها بالرائعة ، فلتتق الله سبحانه ، ولتلجأ إليه وحده ، ولتحرص على إرضاء زوجها ، والله سبحانه قادر على أن يغير حالهما إلى أحسن حال.

وأما كراهتها له الآن فقد يكون ذلك بسبب البعد ، فإن البعد يولد الجفاء .
فلتحرص على جمع شمل أسرتها ، وتبدأ مع زوجها حياة سعيدة ، يسيران فيها وفق ما شرعه الله تعالى .
نسأل الله تعالى أن يجمع بينهما في خير .

والله أعلم.