عنوان الفتوى : بيع ما يعين على المعاصي.. صحة أم بطلان؟
أنا طالب أدرس في كوريا، كانت عندي صديقة، وخلال فترة صداقتي معها عملنا سوياَ على مشروع تجاري في بيع الألبسة، وفي أمور العمل كنّا نلتقي في كثير من الأحيان في بيتي أو بيتها، بالطبع علاقة الصداقة هذه حرام من البداية، وتواجدنا في بيت واحد هو خلوة محرمة، أنا الحمد لله تركت هذه الصداقة، وتركت العمل مع هذه البنت، وتُبت عن كل هذه المحرّمات. سؤالي هو: ما حكم الأرباح التي جاءتني من هذا العمل؟ هل هذا العمل وأرباحه حلال، وفقط علاقتي بهذه البنت حرام أم أصبح العمل وأرباحه حراما أيضا؟ وماذا علّي أن أفعل الآن مع العلم أنه لم يبق معي أي مبلغ من هذه الأرباح؟ وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يتقبل توبتك، ويثبتك على دينه، وعلى سلوك صراطه المستقيم.
واعلم أن علاقتك بتلك الفتاة، وما فعلته معها من محرمات لا ينبني عليها شيء بخصوص حكم ذلك المشروع وأرباحه، وإنما العبرة بنشاط المشروع ذاته. فإن كان نشاطه مباحا فهو حلال، وأرباحه حلال. وإن كان نشاطه محرما فهو محرم. وأما أرباحه فعلى فرض أنك كنت تتاجر في ملابس تستعمل على وجه محرم، فإن أكثر العلماء على أن أرباحها لا حرج فيها؛ حيث يقولون بصحة بيع ما يعين على المعاصي مع تحريم ذلك؛ لكونه تعاونا على الإثم والعدوان. وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 52995 ، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.