عنوان الفتوى : حكم قول اللقيطة لمن تكفلها هي وزوجها: يا أمي ويا أبي
يا شيخ أنا بنت وحيدة، ولي أخوان فقط. المهم تزوجت، وتبين لي أني لا أستطيع الإنجاب، ومنَّ علي ربي بالرضا ولله الحمد والشكر من قبل ومن بعد. وتم طلاقي من زوجي لهذا السبب، ثم تزوجت مرة أخرى من ابن عمتي، وهو يستطيع الإنجاب، ومع ذلك تزوجني مع علمه بأنني لا أنجب. المهم بعد زواجي بأربع سنين كفلت طفلة لقيطة من دار عندنا، وعاشت معنا أنا وزوجي في البيت، وكان عمرها إذ ذك أربعين يوما فقط، ولم تكتب باسمنا؛ لأننا نعرف أن ذلك لا يجوز، والدار تعطي الطفل اسما وهميا. المهم أصبحت ابنة عمتي ( أخت زوجي ) ترضعها خمس رضعات بحيث عندما تكبر يكون زوجي محرما عليها؛ لأنه سيعتبر ( خالها ) وعاشت معي؛ لأني لا أستطيع إرضاعها؛ لأني لا أنجب، وعوضتني فعلا عن الأمومة، وأصبحت روحي وعقلي، وكل حياتي أنا وزوجي، وأحبها زوجي جدا جدا، وسعدنا بها وعوضتنا عن كل شيء. وأصبح أبي وأمي يحبانها حبا جما لدرجة أنهم يحبونها أكثر من أبناء إخوتي. المهم أصبحت عمرها الآن ثلاث سنوات، وتقول لي ماما، ولزوجي بابا، وتنادى إخوتي الذكور بخالو. وتنادي أمي بتيتا، وأبي بجدو، وعمتي والدة زوجي بتيتا، وتنادي أيضا على أبي زوجي بجدو وعلى أخوات زوجي بعمتو، لكن المفروض أنهن خالاتها، ولكنها تناديهم بعمتو؛ لأنهن أخوات أبيها. فهل هذا حرام أن تقول لي ماما، وأن تقول لزوجي بابا، وأن تقول لأخي خالو، ولأخوات زوجي عمتو؟ وهل أبي يصبح جدها؛ لأن ابنة أخته ( أخت زوجي ) هي من أرضعتها، فيصبح جدها شرعا، مع العلم أني أول مرة أعرف حديث: ( من نسب لغير أبيه ) لم أعرفه إلا الآن. كيف أشرح لها الوضع عندما تكبر بحيث لا أجرح نفسيتها، فهي كل لحظة تقول لي يا ماما أنا أحبك قدر الدنيا كلها، وتجلس تقبلني وتقول لزوجي: يا بابا أنا أحبك قدر الدنيا، مع العلم أني مريضه بالوسواس القهري، والشك في أمور كثيرة، وحضرتك لاحظت من أسئلتي الكثيرة للموقع. ومنذ أن عرفت أن من نسب لغير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه فقد ............ فأنا خائفة من قولها لي يا ماما، ولزوجي يا بابا، ولأخي خالو. أيضا أشك أن أخت زوجي عندما أرضعتها هل كانت الرضعات مشبعات أم لا؟ فهي أرضعتها حوالي سبع رضعات، وليست خمس رضعات، ولكن أول رضعة أرضعتها قليلا، والبنت وقتها بكت، فتركت صدرها وأرضعتها أنا من لبنها المعلب، وقتها شربته كله وكانت جائعة. فهل لا تحتسب رضعت من ابنة عمتي، مع العلم أن ابنة عمتي تقول إنها مصت منها لبنا. ورضعة أخرى كانت بعد أن أرضعتها أنا من لبنها بقليل، أي لم تكن جائعة، ومع ذلك رضعت من ابنه عمتي قليلا، ونامت. هل تحسب رضعة فقد سمعت أن من المكن أن تحسب الخمس رضعات لو أن الطفل التقط الثدي ولو شيئا بسيطا، ثم تركه تحسب رضعة، ثم التقطه مرة أخرى وشرب ثم تركه، تحسب رضعه أخرى حتى ولو في وقت واحد. وقد قرأت في: الإسلام سؤال وجواب: ولا يشترط في الرضعة أن تكون مشبعة، بل مجرد التقام الثدي، ومص اللبن منه يعتبر رضعة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مخاطبة الطفلة لك، أو لزوجك وسائر الأقارب بنحو: يا أمي، ويا أبي، ونحو ذلك، لا حرج فيه ما دام على سبيل التكريم والتودد وليس من باب الانتساب؛ وراجعي الفتوى رقم: 9971.
وإذا كانت أخت زوجك قد أرضعتها خمس رضعات، فقد صارت أما لها، وصار زوجك خالاً لها، وأبوك أيضا خالا غير مباشر لها من الرضاع، ولا يشترط أن تكون الرضعات مشبعات، وإنّما يشترط أن تكون متفرقات.
قال ابن قدامة: والمرجع في معرفة الرضعة إلى العرف؛ لأن الشرع ورد بها مطلقا ولم يحدّها بزمن ولا مقدار، فدلّ ذلك على أنّه ردّهم إلى العرف فإذا ارتضع الصبي وقطع قطعا بينا باختياره، كان ذلك رضعة، فإذا عاد كانت رضعة أخرى. المغني .
وإذا كبرت الطفلة فأخبروها أن علاقتكم بها علاقة رضاعة لا نسب، ولمعرفة السبيل الأمثل لإخبارها بتلك الحقيقة دون إيذاء مشاعرها، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.