عنوان الفتوى : حكم محبة الراضي عن قتل الأبرياء
هل يجوز لي محبة ومودة مسلم راض عن قتل الأشخاص الأبرياء من غير ذنب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت محبة الشخص الذي يرضى عن قتل الأبرياء من أجل قرابته، أو حسن معاملته.. فإنه لا حرج فيها، ولكن عليه أن يبغض معصيته، وفسقه، ورضاه بالمعصية؛ وانظر الفتويين: 151751 ، 99348.
أما إن كانت محبته لأجل أنه يرضى عن قتل الأبرياء، فإنها لا تجوز؛ لأن الحب في الله، والبغض في الله من فرائض الإسلام، وأوثق عرى الإيمان؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل. رواه الطبراني وصححه الألباني.
وجاء في المنتقى شرح الموطأ للباجي: قَالَ مَالِكٌ: الْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنْ الْفَرَائِضِ.
وقال البخاري: وَالحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمَانِ.
وقال الأخضري المالكي فيما يجب على المكلف: وأن يحب لله، ويبغض له، ويغضب له، ويرضى له، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر...
وأهل العلم يقولون: إن الرضا بالكفر يعتبر كفراً، وكذلك الرضا بالفسق فإنه فسوق وعصيان..
ومن المعلوم عند المسلم أن قتل الأبرياء من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، وأغلظ الفسوق والعصيان؛ لذلك فإن على المسلم أن يكره من يقتل الأبرياء، وأن يتقرب إلى الله تعالى ببغضه.
قال ابن القيم في روضة المحبين: وقال الإمام أحمد.. بلغنا أن هذا الكلام في وصية عيسى بن مريم: يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إليه بالمقت لهم، والتمسوا رضاه بسخطهم.
وقال الله تعالى: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [هود:113].
والله أعلم.