عنوان الفتوى : التبديل في الوثائق يدخل في التزوير
في العام الماضي تقدمت لمسابقة توظيف، وجميع الشروط كانت عندي من شهادة ومؤهلات لكن العائق الوحيد كان يتمثل في الوضعية اتجاه الخدمة العسكرية، ولكي تتم دراسة ملفك يجب أن يعرفوا حالتك اتجاه الخدمة العسكرية هل أنت مؤجل أم معفى منها؟ وكان عندي تأجيل انتهت صلاحيته منذ أشهر، فقمت بتمديدها من تلقاء نفسي ودعوت الله إن كان في هذا الأمر شرا في ديني ودنياي أن يبعدني عنه ولا أنجح وإن كان فيه خيرا لديني ودنياي أن ينجحني، والحمدلله نجحت في المسابقة بفضل الله وكنت أدعو لله عز وجل دوما أن يعفيني من الخدمة العسكرية والحمد لله تم العفو، وذلك بفضله سبحانه وتعالى وأخذتها لهم لكي أثبت الآن أنني أصبحت معفيا ولست مؤجلا، وسؤالي يا شيخ: هل ما فعلته من تمديد تاريخ انتهاء الصلاحية يعتبر تزويرا والعمل الذي أنا فيه الآن وأتقاضى عليه أجرا حرام؟ مع العلم أن السبب في نجاحي هو المؤهل العلمي وليس ورقة التأجيل، بل وجودها يعتبر شرطا في الملف، وإن كان ما قمت به حراما، فماذا يترتب علي؟ وهل أدع عملي هذا مع العلم أنني متزوج وفي انتظار مولود؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاستغفر الله مما فعلته من تمديد تأجيل الخدمة بنفسك، فذلك داخل في جملة التزوير المنهي عنه، لأن التزوير فيها لا يخرج عن حد التزوير المنهي عنه، قال الحافظ ابن حجر: ضابط المزور وصف الشيء على خلاف ما هو به.
وجاء في الموسوعة الفقهية: التزوير يشمل التزوير والغش في الوثائق والسجلات ومحاكاة خطوط الآخرين وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب. انتهى.
لكن ذلك لا يؤثر على مشروعية عملك ولا ما تتقاضاه عنه من أجر ما دمت تؤدي العمل على الوجه المطلوب، فاستغفر الله تعالى ولا تعد إلى مثل ذلك الفعل ولا حرج عليك في الاستمرار في عملك إن كان مباحا والانتفاع براتبك منه، وانظر الفتوى رقم: 65331.
والله أعلم.