عنوان الفتوى : هل خُلق النبي صلى الله عليه وسلم من طين الجنة ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل خُلق النبي صلى الله عليه وسلم من طين الجنة ؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق


الحمد لله
أولا :
النبي صلى الله عليه وسلم بشر من البشر ، إلا أن الله تعالى تفضل عليه وحباه واجتباه واصطفاه ، كما اصطفى من قبله من الرسل عليهم السلام ، فجعلهم بشرا رسلا ، قال تعالى : ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ) الإسراء/ 93 .
وقال عز وجل : ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ) الإسراء/ 94 .
وقال عز وجل : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الكهف/110 .
وروى البخاري (401)، ومسلم (572) عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ ) .
انظر إجابة السؤال رقم : (75395) .

ثانيا :
روى أبو داود (4659) عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنَّمَا أَنَا مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُونَ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
فالنبي صلى الله عليه وسلم من ولد آدم عليه السلام ، وآدم خلق من طين ، قال تعالى : (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ) سورة ص/ 71 .
وروى أبو داود (4693) عن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ : جَاءَ مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ ، وَالْأَبْيَضُ ، وَالْأَسْوَدُ ، وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَالسَّهْلُ ، وَالْحَزْنُ ، وَالْخَبِيثُ ، وَالطَّيِّبُ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وروى الترمذي (3270) عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ : بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

فرسول الله صلى الله عليه وسلم بشر من البشر ، من ولد آدم ، وآدم من تراب الأرض وطينها ، كما دلت على ذلك النصوص المتكاثرة القطعية .
وأما الزعم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد خلق من طين الجنة ، فهو قول ليس عليه دليل صحيح ، يعتبر به في مثل ذلك ؛ وإنما هو من مزاعم الغلاة من الصوفية ونحوهم .
وأما حديث : ( خلق الله تعالى آدم من طين الجابية وعجنه بماء الجنة ) - رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 345) - فهو حديث مُنكر ، انظر " السلسلة الضعيفة " للشيخ الألباني رحمه الله (354) .

وينظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (4509) .
والله أعلم .